يعد اليمن الدولة العربية الوحيدة التي لم تسجل أية إصابات بفيروس كورونا، إلا أن السلطات الصحية تواصل اتخاذ الإجراءات الاحترازية بهدف منع وصول الفيروس إلى البلاد، خصوصا مع تدهور الخدمات الصحية منذ 5 سنوات.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، مساء الأربعاء، أنه "لم يتم الإبلاغ عن أية إصابات بفيروس كورونا في اليمن"، لافتة إلى أنها تدعم "تجهيز مركز حجر صحي في العاصمة المؤقتة عدن، لضمان الاستعداد والاستجابة في حال ظهور إصابات."
وقال مصدر طبي في عدن، لـ"العربي الجديد"، إن "مركز الحجر الصحي في مستشفى الأمل، أصبح شبه جاهز للافتتاح، مع استكمال الترتيبات، ووصول المستلزمات الطبية من منظمة الصحة العالمية".
وأعلنت اللجنة الحكومية للطوارئ ومواجهة فيروس كورونا، الأربعاء، أن الشحنة الأولى من الإمدادات الطبية المقدمة من المنظمة الأممية تم توزيعها على المرافق الصحية ومراكز الحجر الصحي في المحافظات، بما فيها الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأشار المتحدث باسم اللجنة، علي الوليدي، في بيان صحافي، إلى أن "دفعة أولى من الكاميرات الحرارية للكشف عن كورونا وصلت إلى عدن، وتم توفيرها بتمويل من الحكومة اليمنية. سيتم توزيع الكاميرات على منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، ومنفذ شحن وصرفيت بالمهرة على حدود سلطنة عمان، بالإضافة إلى مطارات الريان وعدن وسيئون، وذلك لفحص القادمين ضمن التدابير الوقائية والاحترازية من الجائحة".
وخشية تفشي كورونا، قالت مصادر في عدن، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك التزاماً تاماً بإغلاق الأسواق الشعبية للقات، وكذلك الأسواق التجارية لليوم الثاني على التوالي".
وفي محافظة تعز (جنوب غرب)، أقرت لجنة الطوارئ الفرعية عددا من التدابير الاحترازية التي شملت نقل نقاط الفحص الطبية إلى مداخل المحافظة، في "هيجة العبد" و"الأقروض"، و"جبل حبشي"، وإيجاد آلية لتنظيم تنقل المواطنين من وإلى المحافظة، وخصوصا القادمين من خارح الدولة.
كذلك تم التوجيه بإغلاق صالات الأعراس والاحتفالات، والنوادي، والحدائق، وتجهيز مراكز للحجر الصحي في المباني العامة، وفقا لوكالة سبأ الرسمية.
وأعلنت السلطات اليمنية خلال الأيام الماضية فحص أكثر من 25 مشتبهاً فيهم في عدن وصنعاء، لكن الفحوص أظهرت خلوهم من فيروس كورونا.
في صنعاء، شددت وزارة الصحة التابعة للحوثيين الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، وقامت بإلزام مالكي الأسواق التجارية والمطاعم باستخدام المعقمات للوقاية من انتشار الفيروس، وظهرت مبادرات شبابية في شوارع صنعاء وأمام الأسواق لتوزيع الكمامات على المارة.
وقال أحمد الشيباني، وهو مالك مطعم في صنعاء، لـ"العربي الجديد": "اشتريت بمبادرة ذاتية المعقمات والكمامات وغيرها من أدوات السلامة، وجعلت ثلاثة من العمال يقومون بتعقيم الناس في الشارع، وأمام المطعم. لا بد أن تكون هناك مسؤولية اجتماعية وتكاتف من الجميع لأن هذا الوباء خطر علينا جميعا".
وقال الأكاديمي إياد السامعي لـ"العربي الجديد": "كنت أعمل في مؤسسة خاصة، لكن خوفا من الفيروس، وحفاظا على طاقم العمل، أغلقت المؤسسة، وأصبحنا نعمل من المنزل عبر الإنترنت. أحيانا نضطر للخروج لشراء الخبز والخضروات وغيرها من المستلزمات اليومية، وهذا يعرضنا للإصابة بالفيروس في حال انتشر، لكن لاحظنا مبادرات شبابية في الشوارع تقوم بتعقيم الناس، وتجعلنا نستشعر مسؤولية مواجهة هذا الوباء".