كورونا يفرض حظر تجوال عالمياً والصين تخفف القيود

15 مارس 2020
قررت السعودية تعليق العمرة للوقاية من كورونا (فرانس برس)
+ الخط -

خففت السلطات الصينية القيود المفروضة على التنقل في محافظة هوباي (وسط)، منشأ وباء كورونا، ورفعت العزل عن أحياء وبلدات بعد انحسار تسجيل الإصابات وتراجع عدد الوفيات بشكل ملحوظ، في حين تواصل عشرات الدول حول العالم فرض قيود مشددة على حركة التنقل لمكافحة انتشار الفيروس، الذي أصيب به أكثر من 138 ألف شخص على مستوى العالم وتجاوز عدد ضحاياه 5 آلاف.

وسجّلت الصين، اليوم الأحد، 20 إصابة جديدة فقط بالفيروس، بينها 16 حالة مستوردة. وفي الساعات الأربع والعشرين الماضية، سُجّلت 10 وفيّات جديدة فقط، كلّها في ووهان، ليصل إجمالي الوفيّات في الصين إلى 3199 منذ بدء تفشّي الفيروس.

وأودى فيروس كورونا بحياة ما لا يقلّ عن 5796 شخصاً في العالم، منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وسُجلت 154620 إصابة في 139 دولة ومنطقة منذ بداية انتشار الوباء. إلا أن عدد الإصابات المعلنة لا يعكس الواقع بشكل كامل، إذ إن معايير تعداد الإصابات وفحوص تشخيص الفيروس تختلف من بلد إلى بلد.

عربياً

بدأ عدد من الدول إجراءات عزل شامل، أبرزها الكويت والأردن، في حين أغلقت دول أخرى المدارس وأوقفت كثيرا من الأنشطة الحياتية، وفرضت قيودا مشددة على سفر أو تنقل المواطنين والمقيمين، كما تأثرت حركة السياحة بشكل كبير، وتوقفت غالبية رحلات الطيران.

وينتظر أن تعلن المزيد من الدول العربية، التي سجلت إصابات بفيروس كورونا، إجراءات إضافية للوقاية والمكافحة، بما في ذلك إغلاق الحدود والمعابر، وفرض الحجر الصحي والعزل المنزلي، خصوصا بعد أن سجلت 21 وفاة حتى الآن عربياً.


وأعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، اليوم الأحد، إغلاق المصليات المسقوفة في المسجد الأقصى، والصلاة في ساحاته لمنع انتشار فيروس كورونا، وأكد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن جميع الصلوات ستقام في ساحات المسجد الأقصى، وجميع الأبواب ستبقى مفتوحة أمام المصلين.

وطلبت عدة دول عربية، بينها الكويت والأردن والسودان ومصر، من مواطنيها تقليل التجمعات، وأصدرت سلطات الإفتاء، الجمعة، فتاوى بجواز صلاة الجمعة في المنازل، وقررت السلطات أن تكون خطبة الجمعة قصيرة.
وعلقت السعودية، سابقا، العمرة للمواطنين والمقيمين، بعد أن علقتها مؤقتا بالنسبة للقادمين من الخارج، وتم تعقيم المسجد الحرام في مكة في إجراءات احترازية لمكافحة انتشار فيروس كورونا. 

وحذت ليبيا، السبت، حذو دول مثل قطر والإمارات والكويت، في إغلاق مقاهي الشيشة ومدن الألعاب والصالات الاجتماعية في العاصمة طرابلس، بداية من اليوم، ضمن حزمة إجراءات احترازية لمنع وصول فيروس كورونا، بعد قرار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بإعلان حال الطوارئ في البلاد أمس السبت.

وتضمن قرار إعلان الطوارئ إغلاق كافة المنافذ البرية والجوية بدءًا من غد الاثنين، ولمدة ثلاثة أسابيع، وتعليق الدراسة لمدة أسبوعين، وإغلاق كل المقاهي التي تسمح بالتدخين، وفرض قانون العمل بالمناوبة في المقار الحكومية للتقليل من الزحام.

أوروبا

انضمت فرنسا وإسبانيا إلى إيطاليا في فرض إجراءات لتقييد حركة عشرات الملايين، حيث قيدت إسبانيا جزئيا حركة سكانها البالغ عددهم 47 مليون نسمة يوم السبت، في إطار حالة طوارئ لمدة 15 يوما بهدف التصدي للوباء في ثاني أسوأ الدول الأوروبية تأثرا به بعد إيطاليا.

وأصبح على جميع الإسبان التزام بيوتهم باستثناء الخروج لشراء أغذية أو أدوية أو للعمل أو للذهاب إلى المستشفى أو في الحالات الطارئة. وقال التلفزيون الإسباني إن عدد الوفيات في إسبانيا من جراء الإصابة بالفيروس بلغ 193 حالة وعدد الإصابات 6250، وذلك ارتفاعا من 120 حالة وفاة حتى يوم الجمعة الماضي.

وستجرى كافة صلوات عيد الفصح هذه السنة في ساحة القديس بطرس من دون مشاركة الناس بسبب تفشي فيروس كورونا، كما أعلن الفاتيكان الأحد، وأعلن المكتب البابوي في بيان "على خلفية الوضع الصحي الدوليّ الطارئ حالياً، ستجرى الاحتفالات الليتورجيّة الخاصة بالأسبوع المقدس من دون حضور المصلين".

كما قررت فرنسا إغلاق المتاجر والمطاعم ومنشآت الترفيه اعتبارا من يوم الأحد، وطلبت من سكانها، البالغ عددهم 67 مليون نسمة، البقاء في بيوتهم بعد أن تضاعف عدد حالات الإصابة في 72 ساعة.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب إن الحكومة ليس أمامها خيار بعد أن قالت السلطات الصحية إن 91 شخصا توفوا في فرنسا، وإن عدد الإصابات بلغ الآن 4500 تقريبا.
وقبل ذلك، تقرر إغلاق معالم حضارية وتاريخية كثيرة، بينها برج إيفل ومتحف اللوفر، ومزارات أثرية في إيطاليا واليونان.

كما قرّرت مناطق ألمانيّة عدّة، السبت، اتّخاذ إجراءات جذريّة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجدّ على نحو أفضل، فعمدت إلى إغلاق المسابح وصالات السينما والرياضة.

ومع تسجيلها 733 إصابة إضافيّة خلال يوم واحد، باتت ألمانيا، التي لديها الآن 3795 شخصًا مصابين بكوفيد-19 بينهم ثمانية توفوا، واحدةً من الدول الأكثر تضرّرًا من الفيروس في أوروبا.
وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، الأحد، إن عزل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على السبعين لمدة تصل إلى أربعة أشهر، يأتي ضمن خطة بلاده لمكافحة فيروس كورونا، وسيُطبق خلال الأسابيع المقبلة.

ورداً على سؤال من قناة "سكاي نيوز"، عما إذا كانت السلطات ستطلب من الناس الانعزال لما يصل إلى أربعة أشهر، قال هانكوك "أجل، هذه هي الخطة، يرد الأمر بوضوح في خطة العمل. سنوضحه بتفصيل أكبر عندما يكون الوقت مناسباً لأننا ندرك أنه طلب صعب بالنسبة لكبار السن الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وهو لحمايتهم".

وفي الولايات المتحدة، أعلن الرئيس دونالد ترامب حال الطوارئ على مستوى البلاد يوم الجمعة. وتجاوز عدد الحالات المسجلة في الولايات المتحدة الـ3000 إصابة والـ60 وفاة، غير أن الإدارة تعرضت لانتقادات لتباطؤها في إجراء الفحوص اللازمة.

وفي أميركا الجنوبية، وسعت الأرجنتين والسلفادور نطاق الحظر على دخول أراضيهما في إطار المساعي العالمية لاحتواء وباء كورونا.
وأمرت السلطات في أستراليا، جميع الأجانب القادمين إلى البلاد بالالتزام بالعزل الذاتي، في وقت سجلت البلاد أكثر من 250 حالة إصابة بالفيروس وثلاث وفيات.