منذ الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا "كوفيد 19"، في الثامن من الشهر الجاري، أصبح الشاب الفلسطيني فادي عبدو، من ضاحية ارتاح في مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية، هو المصاب الوحيد بالفيروس في المدينة، حيث كان يعيش ظروفاً صعبة، نظراً لوضعه بالحجر الصحي في بناء مهجور كان عبارة عن مركز صحي يتبع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في طولكرم.
وبعد فشل محاولاتها في دفع الجهات الرسمية الفلسطينية، وتحديداً وزارة الصحة ومحافظة طولكرم، لتحسين ظروف حجره الصحي، لجأت عائلة عبدو للحديث عبر وسائل الإعلام، "وهو ما جاء بنتيجة"، بحسب ما أفاد لـ"العربي الجديد"، شقيقه رائد عبدو، الذي أكد أنه تم نقل أخيه، عصر اليوم الخميس، إلى قسم آخر في المركز بعد تهيئته وتجهيزه بصورة لائقة له وللطبيب المرافق له.
وقال عبدو، الذي يخضع برفقة عائلته للحجر المنزلي في بنايتهم السكنية في ضاحية ارتاح في طولكرم: "لقد تحدثت مع أخي هاتفياً، وهو الآن في حالة نفسية أفضل، لا شك ستنعكس عليه إيجاباً، وستساهم في سرعة شفائه".
وكان عبدو، الذي يعمل في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، قد تلقى، مساء السبت الماضي، اتصالاً هاتفياً من مشغله أبلغه فيه بأنه مصاب بفيروس كورونا بعد عودته من إسبانيا، وطلب من عبدو أن يخضع للفحوصات، التي كانت نتيجتها إيجابية، لكن وزارة الصحة الفلسطينية، وعلى الفور، قررت نقله إلى الحجر الصحي، ووضعت معه طبيباً لمتابعة حالته، كما قررت إخضاع عائلته للفحوصات أيضاً، حيث كانت نتيجتهم جميعاً سلبية، فجرى وضعهم في الحجر المنزلي.
وقبل نقل فادي عبدو إلى غرفة أخرى، تواصل "العربي الجديد" مع الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، الذي أوضح أن رسالة عائلة عبدو بشأن ظروف الحجر الصحي لابنهم قد وصلتهم.
وقال ملحم: "نحن نتفهم مخاوف ذويه، وقد تحدث رئيس الوزراء محمد اشتية مع محافظ طولكرم عصام أبو بكر، وطالبه بإيجاد مكان كريم وآمن وسليم يحفظ كرامة المحجور عليه، أسوة ببقية المحافظات، لتحسين ورفع مستوى المحاجر الصحية لتليق بالإقامة الطويلة نسبياً لهم ومدتها 14 يوماً".
وسبق أن قررت وزارة الصحة الفلسطينية نقل المصاب عبدو لقسم خاص في مستشفى الزكاة في طولكرم، لكن إدارة المستشفى وموظفيه رفضوا ذلك رفضاً قاطعاً، وهددوا بالخروج كلياً من المستشفى في حال نقل المصاب إليه.