ومساء الإثنين، فرّ تونسي ( 85 عاما) يحمل الجنسية التونسيتين والفرنسية من الحجر الصحي في مستشفى حكومي بمحافظة بنزرت شمال تونس، حيث يخضع للعلاج من الفيروس، ليستقل في وقت لاحق رحلة جوية في اتجاه ستراسبورغ الفرنسية قبل أن يتم إشعار السلطات بوضعه الصحي وإخضاعه للحجر مجددا.
وتسبب فرار المصاب من المستشفى وتوجهه للسفر في حالة من الفزع بمطار تونس وعلى متن الرحلة الجوية التي كان عليها، ما اضطر السلطات إلى عزل الطائرة لدى وصولها إلى هناك وإعادتها دون ركاب خوفا من انتقال العدوى إلى مسافرين آخرين.
وأعلنت القنصليّة التونسية في ستراسبورغ في بيان لها، أنّه تم عزل طائرة الخطوط التونسية وقد غادرت تونس أمس 9 مارس/آذار 2020 مطار قرطاج لمدّة ساعة فور وصولها إلى مطار ستراسبورغ، بعد التأكد من وجود حالة مصابة بفيروس كورونا على متن الرحلة.
وأوضحت أنّه تم نقل شخصين كانا بجوار المشتبه به في سيارة إسعاف إلى أحد المستشفيات، في ما تم السماح لبقية المسافرين بالمغادرة بعد ملء استمارة تتضمن معطياتهم الشخصية لمتابعة وضعياتهم. وأشارت القنصلية إلى أنّه تقرر أن تعود الطائرة المذكورة دون ركاب إلى تونس كإجراء احتياطي.
من جهته، قال الرئيس المدير العام لشركة الخطوط التونسية إلياس المنكبي لـ"العربي الجديد"، إن الطائرة عادت إلى تونس ليل الإثنين وقد تم تعقيمها بالكامل درءا لكل المخاطر، مشيرا إلى أن الرحلة عادت من الوجهة الفرنسية دون ركاب حرصا على سلامة المسافرين وفق تأكيده.
وعبرّت مديرة مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة، نصاف بن علية، عن خشيتها من انتشار أفقي للفيروس بسبب عدم الالتزام بالحجر الصحي من قبل مصابين أو مشتبه بإصابتهم، مشددة على أهمية الوعي لدى المواطنين في الحدّ من تفشي الفيروس.
وقالت بن علية لـ"العربي الجديد"، إن السلطات الصحية تقوم بدورها من أجل الحد من انتشار الفيروس، غير أن للمواطنين دورا رئيسيا في ذلك، داعية إلى عدم الاستهتار بتوصيات الطواقم الطبية.
ولوحت وزارة الصحة التونسية، بإمكانية تطبيق القانون على من يرفض الالتزام بالحجر الصحّي وفق الفصل 312 من المجلة الجزائية أمام ما وصفته بحالة الاستهتار التي أظهرها عدد من المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا.
وينصّ هذا الفصل على عقوبة بالسجن مدة ستة أشهر وغرامة قدرها مائة وعشرون دينارا (42 دولاار أميركيا) لكل من يخالف الحجر الصحي والتدابير الوقائية والمراقبة المأمور بها حال وجود مرض فيروسي.