تشهد تونس حالة من الارتباك والحيرة بعد إعلان المملكة العربية السعودية تعليق رحلات أداء العمرة إلى أراضيها مؤقتاً، بسبب فيروس كورونا الجديد، ولا تملك وكالات السفر والآلاف من المعتمرين أي حلول سوى الانتظار ومتابعة الأزمة التي ستلقي بظلالها على العديد من المجالات، وستكون تبعاتها وخيمة.
ويأتي إجراء السعودية تحسباً لانتشار الفيروس بين المعتمرين، مؤكدة تعليق السماح بدخول الراغبين في أداء العمرة وزيارة المسجد النبوي والسائحين إلى أراضيها، مضيفة أن هذا الإجراء يشمل تعليق تأشيرات الدخول السياحية من الدول التي يتفشى فيها المرض.
وقال الكاتب العام للجامعة العامة لوكالات الأسفار، ظافر لطيف لـ"العربي الجديد"، إنّ حالة من الحيرة والترقب تسود تونس، خاصة أن هذا القرار ستكون له عدة تداعيات على وكالات الأسفار التي ترتكز أنشطتها الأساسية على تنظيم العمرة، مبيناً أن الإشكال يكمن في المبالغ التي دُفعَت مسبقاً، إذ يدفع المعتمرون المال لوكالات الأسفار التي بدورها تحجز النزل والطائرات، وبالتالي ستكون هناك تداعيات وخيمة على وكالات الأسفار.
وأوضح لطيف أنّ عدداً كبيراً من التأشيرات جرى خلاصها واستصدارها، وبالتالي الوضع دقيق
ويؤمل أن يكون الإجراء مؤقتاً، أي إلى حين اتخاذ السعودية الإجراءات اللازمة وتركيز الأجهزة الضرورية على مستوى المداخل والمنافذ البرية والجوية، مشيراً إلى أنّ هناك حالة من الانتظار والترقب في تونس لما قد يحصل.
وأفاد لطيف بأن خلية أزمة تشكلت تضم كل المتدخلين من وزارة السياحة والنقل ووزارة الشؤون الدينية والسفارة السعودية في تونس وممثلي وكالات الأسفار، وهناك متابعة وتنسيق مع وزارة الحج في السعودية للاطلاع على الوضع من كثب، مؤكداً أنّ الإجراءات في مصلحة المعتمرين ووكالات الأسفار، وهي ليست تعسفية، بل وقائية، خاصة أن الفيروس عالمي، والعديد من البلدان اتخذت إجراءات وقائية، وبالتالي لا يجب الدخول في حالة من الفزع والارتباك والتعامل مع الوضع برويّة.
ولفت إلى أنه يتعين على المعتمرين التونسيين تفهم الظرف الدقيق الذي اتُّخذ فيه هذا الإجراء، وهناك جهود إلى حين مرور الأزمة ومتابعة المستجدات، وسيجري إعلامهم بأي قرارات.
وقال رئيس جمعية رعاية ضيوف الرحمن، عادل الناصفي لـ"العربي الجديد"، إنّ حالة من الحيرة تسود المعتمرين، وستكون هناك تداعيات وخيمة مالية واقتصادية على وكالات الأسفار وعلى آلاف المعتمرين ممن حجزوا للعمرة خلال عطلة الربيع، أي بعد أسبوعين، وأغلبهم دفعوا التكاليف لأداء العمرة، مبيناً أن وكالات الأسفار دفعت بدورها تكاليف النزل، وبالتالي لا أحد يعرف من سيعوض للمعتمرين ووكالات الأسفار، فالإيقاف مفاجئ، وهناك خشية من أن يطول الإجراء لشهر وشهرين، وقد يمتد لموسم الحج إذا لم يوجَد دواء للفيروس، وبالتالي التبعات والخسائر وخيمة على وكالات الأسفار وعلى شركة الخطوط التونسية، وجميعها تعاني صعوبات وستتفاقم أعباؤها.
وبيّن أن السعودية اتخذت هذا الإجراء لفائدة المعتمرين، خاصة أن الدول المجاورة لها أعلنت اكتشاف بعض الحالات، وبالتالي الحالة طارئة والوضع متشعب، مشيراً إلى أن السعودية لها حرية اتخاذ الإجراء المناسب، فالمخاوف متصاعدة، والاكتظاظ كبير، وإصابة واحدة كفيلة بالتسبب بكارثة.
وأشار إلى أن هناك بلبلة واضطراباً حالياً في تونس وفي صفوف المعتمرين ووكالات الأسفار، ولكن لا حلول سوى الانتظار والامتثال لهذا القرار إلى حين انفراج الأزمة.