عشرات آلاف السوريين ينزحون من ترمانين بريف حلب إلى المجهول

20 فبراير 2020
يبحث النازحون عن مناطق أكثر أمنا (Getty)
+ الخط -
مازال دويُّ انفجارات الصواريخ والقذائف التي تتساقط في محيط مدينة ترمانين التابعة لناحية الدانا والواقعة بالقرب من دارة عزة، والتي تبعد عن حلب نحو 30 كم باتجاه الحدود السورية التركية يتردد على مسامع ساكنيها الذين بدأ أكثر من 100 ألف منهم بالنزوح بحثاً عن منطقة أكثر أمانا، في ظل أوضاع إنسانية سيئة.

ويستعدّ أبو محمد دحكول، من أبناء ترمانين للرحيل عنها بمعية عائلته، وقد جمع من منزله ما يستطيع حمله، وارتدى هو والأبناء أكبر قدر من الثياب، فالأجواء باردة، وهو لا يعلم إن كان سيجد منزلا أو خيمة يأوي إليها أم سيمضي ليلته المقبلة في العراء.

ويقول لـ "العربي الجديد": "بعد القصف الذي طاول المدينة مساء أمس، النظام والروس يتوجهون إلى مناطقنا ونحن اليوم نسمع دوي الانفجارات بقوة، لذلك سأخرج بعائلتي قبل أن يشتد القصف".

ويضيف "لا أعلم كيف سأخرج، إلى الآن لم أجد وسيلة نقل، سأبحث إلى ما بعد الظهر إن لم أجد سنخرج سيراً على الأقدام، وبعد أن أجد مكانا أكثر أماناً أعود لنقل بعض الأغراض التي سنحتاجها".

أما أبو بلال حمود، من سكان ترمانين، فلم يحسم قراره بالخروج من البلدة بعد، يحكي لـ"العربي الجديد" قائلاً "كان السوق اليوم شبه خالٍ، محال أغلقت أبوابها، وأخرى أفرغها أصحابها من البضاعة، استعداداً للنزوح من المدينة، حتى الفرن الذي كنت أشتري منه الخبز قد توقف عن العمل".

ودّع حمود الكثير من جيرانه ومعارفه، جميعهم توجهوا إلى المناطق الحدودية السورية التركية، مضيفاً "لا أعلم ماذا أفعل، هل أبقى في المدينة تحت خطر القصف والموت تحت ركام منزلي؟ أم أخرج إلى المجهول والعراء وقد أموت أو يموت أحد أطفالي من البرد والجوع؟".

بدوره قال المدير الإداري لـ"هيئة شباب ترمانين" أحمد نزار كوكش، وهو فريق تطوعي،  لـ"العربي الجديد"، "الحركة شبه معدومة والناس تخرج من منازلها بلباسها فقط، وتقدر نسبة النزوح حتى ظهر يوم الأربعاء بـ50 في المائة، وهناك من أهل البلدة من يحاول تأمين النساء والأطفال في مكان أكثر أماناً والعودة إلى المدينة، ومن معه المال الكافي يستطيع تأمين وسيلة نقل تحمله وتحمل أغراضه، أما من لا يملك المال فعليه أن يحمل أغراضه على ظهره".

وكان عدد سكان ترمانين قبل الأزمة 40 ألف نسمة، أما بعد النزوح الأخير من أرياف حلب وإدلب فقد تجاوز العدد الـ100 ألف نسمة، وذلك لأن المدينة كانت تعد من المناطق الآمنة لقربها من الحدود السورية التركية.

وعن الوضع الإنساني داخل المدينة، يقول كوكش، "في الوقت الحالي توقف فرن ترمانين الآلي عن العمل بسبب القصف، والمحال التجارية أفرغت بضائعها، والنقطة الطبية الوحيدة غادرها طاقمها، بعد أن كانت تعمل على مدار الساعة"، مضيفاً "الوضع اليوم ينذر بكارثة إنسانية، الحاجة شديدة لتأمين خيام، لأن هناك نساء وأطفالا بالعراء بدون أي مأوى".

ويبين أن "من تبقى في المدينة اليوم بحاجة شديدة للخبز، إذ لا توجد محال تجارية، وهناك عوائل لم تغادر لأي مكان، ولا تعلم إن كانت تستطيع المغادرة".  

 

المساهمون