صعوبات يومية يعايشها نازحو إدلب

14 فبراير 2020
النزوح مستمر بصورة يومية (محمد السيد/ الأناضول)
+ الخط -
يعاني النازحون في شمال غرب سورية، من صعوبات يومية، من بينها ما يرتبط بتأمين المياه والخبز وغيره من المواد الغذائية. وقد ازداد الأمر صعوبة بالنسبة للنازحين الجدد ممن لم يتمكنوا من توفير مأوى في مخيم منظم بعد، نظراً إلى موجة النزوح المستمرة وتواصل عمليات النظام العسكرية التي أجبرت الأهالي، في بلدات تعتبر حاضنة للنازحين من قبيل بنّش وسرمين، على النزوح.

يقول النازح من ريف حماة الشمالي إلى بلدة كفرنبودة، يونس أبو أحمد، إنّ الأوضاع تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، فهو يقيم منذ أشهر في مخيم بمنطقة أطمة، ويقول: "اليوم، أصبح الحصول على ربطة خبز صعباً فالمنظمات التي تمنحنا الخبز في بعض الأحيان تتوقف عن ذلك، والحصول على مياه الشرب كذلك صعب، بالرغم من أنّ هناك مساعدات بهذا المجال. كذلك، فإنّ توفير الدخل بات صعباً جداً فنحن بلا عمل في الوقت الحالي، وليس لدينا غير المساعدات الإنسانية التي تصل إلينا بشكل غير ثابت". يأتي هذا فيما أوضحت الأمم المتحدة أنّ نحو 800 ألف سوري نزحوا باتجاه الحدود التركية، منهم 140 ألفاً خلال الأيام الأربعة الماضية.

بدوره، يقول الناشط الإعلامي خضر العبيد، إنّ بعض المخيمات، خصوصاً التي جرى تسجيل النازحين فيها عبر المنظمات في برامج دعم الأمم المتحدة، يحصلون على سلل إغاثة. يوضح لـ"العربي الجديد" أنّ النازح يلجأ إلى طريقة معينة للحصول على الخبز والمياه. فالنازح تصل إليه سلة غذائية شهرياً من قبل المنظمات العاملة في الشمال، خصوصاً تلك التي تدخل ضمن برامج تنسيق مع الأمم المتحدة، بالإضافة إلى سلة من هيئة الإغاثة الإنسانية التركية والهلال الأحمر التركي، فيعتمد على سلة واحدة شهرياً لتوفير الأغذية، ويبيع سلة في الشهر المقبل، ليوفر الخبز ومياه الشرب، في حال كان في مخيم ليس فيه دعم للخبز ومياه الشرب، وهكذا يحقق بعض الأمان الغذائي.

يضيف العبيد: "في الوقت الحالي، يعتمد النازحون بشكل رئيسي على الأرز والبرغل بشكل شبه يومي، كون الخضار مرتفعة الثمن، وفي فصل الصيف كانوا يبيعون بعض المواد الغذائية التي تصل إليهم للحصول على ثمن الخضار كون سعرها ينخفض صيفاً. وبالنسبة للحوم، هناك نازحون قليلون يحصلون عليها، أو لديهم قدرة على شرائها".

وإلى جانب ما يعانيه النازحون في تأمين الأغذية فهم يفتقدون للكهرباء بشكل رئيس، وهناك مخيمات ليس فيها أيّ مصدر للطاقة أبداً، بينما بعض المنظمات تعمل على إمداد المخيمات بالكهرباء لساعات محددة لا تتجاوز 3 ساعات في بعض المخيمات.

ويوضح فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان صادر عنه قبل أيام، أنّ "أوضاعا إنسانية سيئة تواجه النازحين السوريين في محافظة إدلب، بالتزامن مع انخفاض كبير في درجات الحرارة وتواصل حركة النزوح من مناطق مختلفة من أرياف إدلب وحلب، إذ باتت المنظمات الإنسانية عاجزة كلياً عن تقديم الدعم الإنساني اللازم للنازحين في محافظة إدلب".
وتعاني النازحة آلاء محمد (28 عاماً) من مشكلة تأمين الحليب لطفلتها البالغة ستة أشهر، وتقول لـ"العربي الجديد": "ليس لدينا وقود لتدفئة الأطفال، ونضطر لإبقائهم بملابسهم بالكامل، وفي الليل ينامون جميعاً تحت ما لدينا من أغطية، فمنطقة كفر دريان، حيث نقيم، شديدة البرودة، وأهل المنطقة يقولون إنّ هذا البرد لم يشهدوه منذ عام 1992". تعقب: "كلّ ما نطلبه من المنظمات في الوقت الحالي هو أن نحصل على حليب الأطفال وبعض الأغطية لا أكثر".
المساهمون