أوقفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية خطيب جمعة في مدينة وجدة (شرق المغرب) عن أداء مهمته، بسبب إثارته خطة الإملاءات الأميركية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".
وقال الخطيب، محمد شركي، في بيان نشره على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنه استلم، قبل يوم الجمعة الماضي، استفساراً من المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بوجدة "عمّا بلغ إلى علمها من أنه تناول في خطبة الجمعة في مسجد ابن حزم في وجدة موضوع صفقة القرن، وأنه عاتب فيها الحكام العرب".
وأوضح الخطيب أنه استلم قرار التوقيف من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية "دون ذكر السبب"، مبدياً أسفه لما وصفه بـ "القرار المتعسف، والجائر، وغير المبرر"، الذي حال "دون قيامه بواجب الخطابة، التي مارسها مدة طويلة في خمسة مساجد بمدينة وجدة".
وقال في رده على استفسار وزارة الأوقاف المغربية "خطبتي كانت حديثاً عن أهمية عبادة الصلاة، التي هي صلة بالليل والنهار بين الله عز وجل، والعباد لمناجاته، وطلب ما يرجون منه في عاجلهم وآجلهم، وطلب مغفرته"، مضيفاً "ونظراً إلى أهمية هذه العبادة، فقد خصّها الله عز وجل بالمساجد كأماكن مقدسة تؤدى فيها، وشرّف منها ثلاثة مساجد"، ذكر منها المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس الشريف، قبل الحديث "عمّا يهدد هذا الأخير من خطر التهويد بسبب صفقة القرن".
وفيما لم يتسن لـ"العربي الجديد" الحصول على تعقيب من وزارة الأوقاف، قال شركي في بيانه إنه "ذكّر بمسؤولية الأمة لصيانة هذا الوقف الإسلامي، ومسؤولية ولاة الأمور، الذين ولّاهم الله عز وجل أمر المسلمين، وحماية الملة والدين، ومقدساته"، موضحاً أنه لم يكن في حديثه "توجيه العتاب لأحد كما جاء في الاستفسار، الذي توصل به".
ويُعيد توقيف الخطيب شركي من قبل وزارة الأوقاف النقاش في المغرب حول حرية خطيب الجمعة إلى واجهة الأحداث، إذ يرى العديد من المراقبين أن قرارات الوزارة بتوقيف الخطباء تسير عكس الخطة التي رسمها المجلس العلمي الأعلى في وثيقة "خطبة الجمعة الورقة الإطار"، التي دعت إلى وضع آليات للارتقاء بالخطبة، تؤكد ضرورة معرفة واقع الناس، فـ"الخطيب الناجح في عمله بالنسبة إليها هو من تكون له معرفة كافية بواقع الناس وملابساته وملم بظروف الناس وإكراهاتهم وعوائقهم وحاجاتهم وتحدياتهم".
كذلك يدعو المجلس العلمي الأعلى إلى منحهم مزيداً من الحرية لتجديد أساليبهم وتطوير خطاب المنبر، وتنويع أساليبه وموضوعاته، دفعاً للملل والرتابة والسآمة، وكذلك إلى اختيار الموضوعات الحية التي يتجاوب معها الناس، وترقي حياتهم وتزكي نفوسهم، وتحثهم أيضاً على تحاشي الموضوعات الهامشية والتافهة.