وقد تعرّضت ثلاثة مقاهٍ شعبية في المحافظة، خلال الفترة الأخيرة، لعمليات استهداف، ما بين هجوم بقنبلة يدوية أو عبوة صوتية، والتي تسببت بسقوط العديد من المصابين، واتخذ أصحاب المقاهي إجراءات أمنية ذاتية، تمثلت في تفتيش الزبائن عند دخولهم كإجراء احترازي لحمايتهم في ظل عجز القوات الأمنية.
وقال المسؤول الأمني في المحافظة لـ"العربي الجديد": "آخر عملية استهداف كانت يوم الإثنين، عندما هاجم مجهول مقهى في قرية العجيمي ببلدة السلام، مستخدماً قنبلة يدوية يطلق عليها محليا اسم (رمانة) ما تسبب بإصابة 6 أشخاص"، لافتاً إلى أنّ "الاستهدافات الأخرى سجلت ببلدة المقدادية شمال شرقي المحافظة، وكانت بعبوات صوتية".
وأشار إلى أنّ "تلك العمليات جددت الرعب والذعر من ارتياد المقاهي، إذ إن أغلب الشباب انقطعوا عنها، ما سببب هاجساً أمنياً لديهم"، ورأى أنّ "الأجهزة الأمنية لا تريد أن تقوم بضغوطات أمنية وعمليات تفتيش لأن ذلك سيزيد من الهاجس لدى المواطنين، ويفقدهم الشعور بالاستقرار الأمني، لكن تم تكثيف عمليات التفتيش في المناطق التي تضم مقاهيَ شعبية، كما جرى تشديد الإجراءات الأمنية بشكل عام ببعض المناطق".
من جهتها، وعدت قيادة شرطة المحافظة بالكشف عن الجناة قريباً، مؤكدة تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على تفاصيل استهداف المقهى في بلدة حيّ السلام، وقال مدير إعلام الشرطة نهاد الفهداوي: "فريق التحقيق ضمّ نخبة من الضباط، وهم من أصحاب الكفاءة وقد باشروا التحقيق وملاحقة الجناة وسنعلن النتائج عند اكتمالها أمام الرأي العام".
وينتقد أصحاب المقاهي الشعبية الإجراءات الأمنية الضعيفة، التي منحت الجهات الخارجة عن القانون فرصة استهداف المقاهي، مؤكدين أنهم أجبروا على إجراء عمليات تفتيش لمرتادي مقاهيهم من أجل حمايتهم، إذ حدثت تفجيرات بواسطة زبائن دخلوا وتركوا قنبلة بكيس داخل مقهى وخرجوا قبل انفجارها بالمكان.
وشرح أبو قاسم، صاحب مقهى شعبي في بلدة بني سعد بأطراف مدينة بعقوبة: "لجأنا إلى الاعتماد على أنفسنا لحماية مقاهينا، ودعونا القيادات الأمنية لتسيير دوريات ليلاً، خصوصاً قرب المقاهي، لكنها لم تهتم لطلبنا".
واعتبر أنّ "عدم القبض على الجناة بعمليات استهداف المقاهي، سيمنح الجهات الخارجة عن القانون فرصة لاستمرار الاستهداف، وذلك كله مسؤولية الجهات الأمنية".
وأكد بعض الشبان أنّ الارتباك الأمني بشكل عام، والذي بدأ يتصاعد بالمحافظة، واستهداف المقاهي بشكل خاص، أثّرا على حياتهم، وقد منعوا من ارتياد المقاهي.
وأشار الشاب محمد عبد الله (21 سنة)، وهو من أهالي بلدة حي السلام، إلى أنّه يواجه صعوبة بإقناع والده بالذهاب إلى المقهى، بعد عمليات الاستهداف، وقال لـ"العربي الجديد": "أرغب، باستمرار، أن أذهب إلى المقهى للقاء أصدقائي، لكنني أعذر والدي الذي يخشى على حياتي ونأمل أن يتحسن الملف الأمني وتعود الحياة لطبيعتها".
يُذكر أنّ محافظة ديالى تشهد تراجعاً أمنياً واضحاً خلال الفترة الأخيرة، وقد سجلت فيها عمليات تهجير قسري ببعض المناطق، كما سجلت عمليات اغتيال وهجمات بقذائف هاون على مناطق سكنية.