بروتوكولات الصحة: تحقيق حول كلّ مصاب بفيروس كورونا

01 فبراير 2020
يُستجوب المريض لمعرفة الذين احتكّ بهم (توموهيرو أوهسومي/Getty)
+ الخط -
عقب رصد أيّ إصابة من بين الإصابات بفيروس كورونا الجديد التي تتزايد على مدار الساعة، في الصين كما في مختلف أنحاء العالم، لا بدّ من فتح تحقيق دقيق لمعرفة الأشخاص الذين احتكّ بهم المصاب بهذا الفيروس، بهدف التأكد من عدم انتقال العدوى لهم. بالنسبة إلى المسؤول في الوكالة الوطنية للصحة العامة في فرنسا برونو كوانيار فإنّ "الهدف هو احتواء المرض عبر قطع قنوات انتقال العدوى"، مضيفاً أنّ تلك الإجراءات تتبع "بروتوكولات موحّدة" تتناقش حولها الدول باستمرار تحت رعاية منظمة الصحة العالمية.

ويقول الدكتور بهارات بانكانيا من جامعة إكستر في إنكلترا أنّه "بمجرّد تأكيد حالة إصابة، تعمل السلطات على تحديد الأشخاص الذين احتكّ بهم المصاب لضمان عدم نشرهم العدوى". وتبدأ الإجراءات باستجواب المريض، لتحديد من هم الأشخاص الذين احتكّ بهم منذ ظهور أعراض الإصابة لديه، ثم يتواصل معهم متخصصون في الأمراض المعدية ويصنّفونهم وفق ثلاثة مستويات خطر: "لا يوجد/ ضئيل"، و"ضعيف"، و"متوسط/ عال". ويوضح الدكتور كوانيار أنّ مستوى الخطر الأعلى يأتي نتيجة "احتكاك لصيق، وجهاً لوجه، في مسافة أقلّ من متر وعلى امتداد فترة تتراوح ما بين 10 و15 دقيقة". أمّا مستوى الخطر الأدنى فيخصّ مثلاً الطاقم الطبي الذي يكون محمياً بشكل جيّد، أو أشخاصاً "لهم احتكاك عرضيّ وعابر" مع المريض. ويلفت كوانيار إلى أنّه "إذا مررت بجانب مصاب في الشارع، لن تنتقل العدوى إليك". ويبقى المستوى الخطر الأكثر صعوبة لجهة تحديده هو "الضعيف"، ويُترَك لتقدير المتخصصين.

وعقب التشخيص، تُعطى توصيات للأشخاص بناء على مستوى الخطر. بالنسبة إلى المستوى الأعلى، يُطلب منهم البقاء في منازلهم وقياس درجات حرارتهم مرّتَين في اليوم، وإعلام السلطات الطبية في حال ظهرت عليهم أعراض الإصابة. كذلك تتّصل السلطات بهم يومياً لمتابعة حالاتهم. أمّا الأشخاص المصنّفين في مستوى خطر ضعيف، فيجب عليهم كذلك قياس درجة حرارتهم مرّتَين في اليوم والإعلام في حال ظهور أعراض حمّى، لكن في إمكانهم الخروج من منازلهم. وتستمرّ متابعة الأشخاص المصنّفين في هذَين المستويَين لمدّة 14 يوماً، وهي فترة الحضانة التقديرية القصوى للفيروس، أي الفترة الفاصلة ما بين الإصابة به وظهور أعراضه. وفي ما يخصّ الأشخاص المصنفين في مستوى خطر ضئيل، فلا إجراءات خاصة بهم.
ويشير كوانيار إلى أنّ هذه التحقيقات قد تشمل عشرات الأشخاص ويجريها عدد من المتخصصين، على الرغم من أنّ ذلك ليس ضرورياً في كل الحالات. فالأمر بحسب ما يقول يعتمد على سرعة رصد حالة الإصابة وعدد الأشخاص الذين احتكّ بهم المصاب. وإذا كانت هذه الإجراءات مطبّقة بشكل جيّد في البلدان المتقدمة، فإنّها سوف تخضع لاختبار قاس في حال تسارع انتشار العدوى في البلدان حيث الأنظمة الصحية هشّة. ويمثّل هذا الموضوع مصدر قلق لمنظمة الصحة العالمية. لكنّ البروفسور مارتن هيبرد من مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، يرى أنّ الأمر لا يخصّ الدول النامية فقط، ويقول إنّه "في حال انتشر المرض على مستوى عالمي، قد يعجز النظام (الصحي) البريطاني عن التثبّت من كلّ حالة مشتبه فيها".

(فرانس برس)
دلالات
المساهمون