أعلن "مركز الشهاب لحقوق الإنسان"، منظمة مجتمع مدني مصرية، وفاة المواطن علاء الدين سعد (56 عامًا) من البرد في سجن برج العرب بالإسكندرية.
وحسب بيان "مركز الشهاب"، فقد كان علاء الدين سعد يعمل بالترسانة البحرية، ويقيم بمنطقة الورديان ومحكوم بخمسة عشر عاما بقضية "البلاعات"، وسبب الوفاة إصابته بنزلة برد شديدة أهملت إدارة السجن علاجها إلى أن تفاقمت حالته وتوفي.
وحمل المركز سجن برج العرب ووزارة الداخلية مسؤولية الوفاة، وطالب المركز النيابة العامة بالتحقيق في وفاة المواطن، وإحالة المتورطين فيها للمحاسبة.
وفي الخامس من يناير/ كانون الثاني الجاري توفي المعتقل محمود عبد المجيد محمود صالح، داخل سجن العقرب نتيجة الإهمال الطبي ومنع العلاج عنه، ومعاناته من البرد القارس، وهو من مواليد 14 أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وكان يعمل في مجال الإعلام والطباعة والنشر، وهو الأكبر بين أشقائه.
وحسب المتداول عنه على صفحات ناطقة باسم المعتقلين السياسيين في مصر، فقد توفيت والدته عام 2015 حزنًا عليه. لديه أربعة أولاد، الكبرى تدعى نادية في الصف الثالث الثانوي، ثم نور الدين في الصف الأول الثانوي، وبعده عبد المجيد في الصف الأول إعدادي، والصغرى سهيلة في الصف الخامس ابتدائي.
وبعد وفاة صالح، أصدرت رابطة أسر معتقلي سجن العقرب المصري بيانًا صحافيًا نددت فيه بموته بردًا، وطالبت فيه بإنقاذ باقي المعتقلين.
وقالت الرابطة "فبعدَ التعذيبِ والإخفاءِ القسري الممارس بحق أولادنا أثناء المراحل الأولى للاعتقال، ها هم منذ ثلاثة أعوام وهم محرومون من أشعة الشمس ممنوعون من التريض والكافيتريا - المصدر الوحيد للغذاء في هذا المكان البائس - تخللت ذلك حملاتٌ مستمرة من تجريدٍ للملابس والأدوية والمنظفات ولم يكتفوا بذلك، بل أهملوهم طبياً وأصروا على عدم الاستجابة لهم في محاولتهم للخروج إلى العيادات الموجودة بالسجن حتى أصبح الموتُ يدق أبواب الزنازين كل لحظة".
وأضافت "جوعٌ وبردٌ ومرضٌ وحرمانٌ من الأبناء والزوجات فتوالى سقوط الشهداء نتيجة لهذه الممارسات وعليه نؤكد على رفضنا التام لهذا التعامل الغاشم من قبل إدارة سجن العقرب ونستغيث بجمعيات حقوق الإنسان العالمية والمجتمع الدولي قبل أن يلقى أولادنا مصير الأحد عشر شهيداً الذين سقطوا بين جدران مقبرة العقرب".
ودخل معتقلو سجن العقرب في القاهرة في إضراب كلي مفتوح عن الطعام منذ السبت 4\1\2020 وهم مستمرون فيه حتى تتم محاكمة قتلة محمود عبد المجيد صالح وغلق سجن العقرب سيئ السمعة ونقل جميع المعتقلين منه إلى سجون أخرى، وذلك احتجاجاً على الانتهاكات التي يتعرضون لها، وتعرضهم للمعاملة غير الإنسانية، وتعرضهم للموت البطيء داخل السجن، وخاصة بعد وفاة محمود عبد المجيد، داخل نفس السجن بسبب البرد الشديد والإهمال الطبي المتعمد وغيرها من صور المعاملة غير الإنسانية وغير القانونية.
وحسب بيان المركز، فقد وردت له معلومات تفيد بـ"تعمد إدارة السجن سحب أسباب التدفئة في برد الشتاء من نقص البطاطين، ومصادرة الملابس الشتوية، وتقليل نسبة الطعام المقدمة لهم، فضلا عن الزنازين الإسمنتية والمصممة بصورة تمنع دخول حرارة الشمس، ولا تقي من البرد القارس، مما يعرض المحتجزين للإصابة بالعديد من الأمراض، بل وللموت البطيء الذي ينتظره الكثير من المرضى داخل هذا السجن ما لم يتم تدارك هذه الانتهاكات".
وانطلقت قبل أيام حملة حقوقية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي تحت شعار "برد الزنازين" تطالب السلطات المصرية بإدخال كافة مستلزمات التدفئة للمعتقلين في السجون المصرية.
وتشهد معظم المدن والمحافظات المصرية درجات حرارة منخفضة وبرداً قارساً تزداد حدته في ساعات الليل، فضلًا عن هطول الأمطار بكثافة على السواحل الشمالية.
الحملة شارك بالتدوين فيها المئات من السياسيين والحقوقيين وبالطبع أهالي المعتقلين السياسيين عبر وسم يحمل نفس شعار الحملة "برد الزنازين".