أمام بوابة معتقل "عتصيون" الإسرائيلي المقام على أراضي الفلسطينيين ما بين بيت لحم والخليل، جنوبي الضفة الغربية، وقف محمد نايف الصليبي، والد الشاب الفلسطيني نور الصليبي (18 عاماً)، طوال ساعات صباح اليوم الأربعاء، حاملاً معه الدواء لابنه الجريح الذي اعتُقل فجر هذا اليوم. ونور الصليبي من بلدة بيت أمر في شمال الخليل، كان قد أصيب في خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقد تلقّى رصاصة حيّة في منطقة البطن خرجت من ظهره، وقد وُصفت إصابته حينها بالحرجة.
يخبر محمد نايف الصليبي "العربي الجديد"، بأنّه "منذ ساعات الصباح الأولى أنتظر أمام بوابة المعتقل من دون أن أعرف أين هو ابني نور"، مضيفاً أنّ "جنود الاحتلال اقتحموا منزلنا عند الساعة الثالثة فجراً وأخذوا ابني إلى منطقة لا أعرفها، من دون مراعاة لوضعه الصحي. وقد رفضوا أن يأخذ دواءه معه أو أيّاً من نتائج فحوصاته الطبية. لذا أتيت إلى معتقل عتصيون هنا، وهو الأقرب إلى بلدتنا بيت أمر، محاولاً الاستفسار من الجنود. لكنّ الردّ الذي حصلت عليه هو وجوب الانتظار".
وكان نور قد نجا من الموت بعدما اضطر الأطباء إلى استئصال طحاله وجزء من معدته، نتيجة إصابته برصاصة إسرائيلية، لكنّه لم يشفَ حتى الآن من آلام إصابته وهو يحتاج إلى دواء يسكّن وجعه. ويؤكد والده: "ها هي علبة الدواء التي يحتاجها نور، وقد حضرت إلى المعتقل لأوصلها إليه. سوف يتألّم كثيراً إذا لم يحصل على دوائه".
ويحتاج نور إلى أربعة أشهر، بحسب ما يقول الأطباء المشرفون على حالته، حتى يعود إلى ممارسة حياته الطبيعية، فهو حتى اليوم غير قادر على المشي إلا بشكل محدود. ويشدّد الوالد محمد على أنّ ابنه "نجا من الموت"، مضيفاً أنّه "كان في البداية يتناول أربعة أنواع من الأدوية، أمّا اليوم فيحتاج إلى مسكّن".
تجدر الإشارة إلى أنّ نور هو الابن الأوسط في عائلة محمد نايف الصليبي، وله أخت كبرى تُدعى أريج (20 عاماً)، وثانية صغرى تُدعى سارة (17 عاماً). وهو تخرّج من الثانوية العامة في العام الماضي، لكنّه لم يتمكّن من الالتحاق بالجامعة حتى الآن، مع العلم أنّه يواجه مصيراً مجهولاً بعد إصابته قبل أكثر من شهر واعتقاله فجر اليوم.