وأعلنت الوكالة في حصيلة سابقة مقتل 23 شخصاً، وأُجليَ عشرات الآلاف من السكان إلى ملاجئ مؤقتة في المنطقة التي يعيش فيها قرابة 30 مليون شخص، مع دمار الكثير من المنازل. وأظهرت صور من أرجاء المنطقة كافة، المنازل والسيارات مغطاة بالمياه الموحلة، فيما لجأ بعض الأشخاص إلى استخدام قوارب مطاطية صغيرة وإطارات للتنقل.
وبعد تراجع المياه من الشوارع في بكاسي، على مشارف جاكرتا، تكشفت مشاهد الشوارع الممتلئة ببقايا جرفتها المياه والسيارات المكدس بعضها فوق بعض. وأظهرت الآثار على المباني وصول ارتفاع المياه حتى الطبقة الثانية.
وقال ديدي سوبريادي: "رأيت المياه وهي تتقدم، وواصلت الارتفاع تدريجاً"، وذلك بعد طوفان نهر في اليوم الأول من عام 2020، مضيفاً: "جرفت المياه نحو 40 أو 50 سيارة كانت متوقفة هنا".
واستخدمت فرق الإغاثة قوارب مطاطية لإجلاء السكان العالقين في بيوتهم، من بينهم أطفال وكبار في السن.
وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام عملية إنقاذ مؤثرة لطفل من جانب عناصر الإغاثة، الذين ساروا تحت المياه التي غمرتهم حتى أعناقهم، ثم نقلوا الطفل إلى بر الأمان عبر حوض صغير.
وأعلن يوسف لطيف، المتحدث باسم وكالة الإغاثة الوطنية: "أنقذنا أطفالاً حديثي الولادة، وأمهات وَلدن للتوّ، إلى جانب رُضَّع عالقين في البيوت دون طعام".
وأضاف: "في بعض المناطق، واجهنا تحديات وصعوبات في عمليات الإنقاذ. المياه كانت عميقة، والتيار قوي. بعض الممرات كانت ضيقة جداً، فكان من الصعب لقواربنا المطاطية العبور".
واستغل الأطفال في المدينة الفرصة للسباحة في المياه التي غمرت الشوارع، فيما عمد آخرون إلى الاصطياد.
وقال أغونغ روزيادي (28 عاماً): "رأيت أشخاصاً يصطادون السمك فلحقت بهم"، مضيفاً: "كان هناك الكثير من الأسماك سابقاً، لكنها اختفت الآن".
وقتل 26 شخصاً على الأقل في منطقة جاكرتا الكبرى، في ظل توقعات بتساقط المزيد من الأمطار. وأحدثت السيول، وهي من بين الأسوأ في أعوام، فوضى في مناطق من أكبر مدينة في جنوب شرق آسيا مع توقف عمل بعض خطوط السكك الحديدية وانقطاع الكهرباء عن بعض المناطق.
وأغرقت السيول أنحاءً من جاكرتا وعدداً من البلدات القريبة في أول أيام العام الجديد، وأُجليَ 62 ألف شخص من جاكرتا حتى اليوم الخميس، أي مثلا العدد الذي أُجليَ قبلها بيوم. وكان وزير الشؤون الاجتماعية جولياري بيتر باتوبارا، قد أعلن في تصريح سابق لصحافيين الخميس أن "الحصيلة الأخيرة 21 قتيلاً"، وأضاف: "نأمل ألّا يرتفع العدد أكثر".
وفي ليباك، أكدت وكالة إدارة الكوارث المحلية مقتل 3 أشخاص، وأعلنت شرطة ليباك أنها ما زالت تبحث عن ثمانية أشخاص مفقودين في المنطقة. ومن بين القتلى طفل يبلغ من العمر 8 أعوام قتل في انزلاقات أتربة، ومتقاعد يبلغ من العمر 82 عاماً. ولقي الضحايا مصرعهم غرقاً أو طمراً تحت الانهيارات الأرضية أو من شدّة البرد، بينما قضى فتى عمره 16 عاماً بصعقة كهربائية.
Twitter Post
|
وقالت مونارسيه، من حيّها الذي غمرته المياه في غرب جاكرتا، ومن حيث هربت عشرات العائلات المحلية، إنّ "الفيضانات ضربت دون سابق إنذار"، مضيفةً: "تقدمت المياه بسرعة كبيرة وارتفع منسوبها سريعاً. لم نتمكن من إخراج حاجياتنا، وسيارتي كذلك".
وقطعت الكهرباء الأربعاء في عدة مقاطعات في جاكرتا لتفادي المزيد من حالات الصعق بالكهرباء. وأُغلق مطار المدينة، وأُوقفت بعض خطوط القطارات عن العمل. وأدّت الأمطار الغزيرة إلى انهيارات أرضية عند مشارف المدينة. وهي أسوأ فيضانات في جاكرتا منذ تلك التي وقعت في يناير/ كانون الثاني 2013 وأودت بحياة العشرات.
Twitter Post
|
وتشهد جاكرتا باستمرار فيضانات خلال فصل الأمطار الذي بدأ في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني. وأوقف العمل مؤقتاً في مطار حليم بيرداناكوسوما الذي يستقبل طائرات تجارية وعسكرية فقط، بسبب طوفان المياه على مدرجاته، وفق وزارة النقل. وأعيد فتحه الخميس. وحولت بعض رحلاته إلى مطار جاكرتا الرئيسي سوكارنو هاتا.
Twitter Post
|
وقال رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو للصحافيين، اليوم الخميس، إن إجراءات الإجلاء والسلامة يجب أن تكون لها الأولوية، لكنه دعا إلى مزيد من التنسيق بين إدارات المدينة والحكومة المركزية.
Twitter Post
|
وفي صفحته على "تويتر"، ألقى ويدودو باللوم في حدوث الفيضانات على تأخير العمل في مشروعات البنية التحتية للسيطرة على الفيضانات. وقال إن بعض المشروعات تأجلت منذ عام 2017 بسبب مشكلات تتعلق بحيازة الأراضي.
وقال كبير أمناء مجلس الوزراء في بيان، نقلاً عن وكالة الأرصاد الجوية، إن الطقس السيئ قد يستمر في أنحاء إندونيسيا حتى السابع من يناير/ كانون الثاني، ودعا الناس إلى توخي الحذر تحسباً لحدوث المزيد من الفيضانات أو الانهيارات الأرضية.
Twitter Post
|
ونبهت الشرطة في حسابها على "تويتر" إلى استحالة السير في عدد من الشوارع الرئيسية في أنحاء العاصمة. ويبلغ عدد سكان جاكرتا والمناطق المحيطة بها أكثر من 30 مليون نسمة. وكان أكثر من 50 شخصاً قد لقوا حتفهم في أحد أشد الفيضانات ضراوة في العاصمة عام 2007.
Twitter Post
|
(رويترز، فرانس برس)