وكان من المفترض الإفراج عن النقرتي، أمس الجمعة، لكن التعنُّت في الإجراءات عطل تنفيذ الإفراج عنه، ولما كان لا يتلقى الرعاية الطبية الكافية، لفظ أنفاسه الأخيرة في قسم الشرطة
خلال المرحلة الأخيرة من إتمام إجراءات الإفراج عنه.
واعتقلت قوات الأمن المصرية عاطف النقرتي يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 2017، وأودعته في سجن وادي النطرون، وقبل أيام تم ترحيله إلى قسم شرطة القرين بمحافظة الشرقية بدلتا مصر؛ تمهيدًا للإفراج عنه بعد انقضاء فترة حبسه، لكن حالته الصحية تدهورت خلال ذلك، وترك بلا رعاية طبية، ودون نقله إلى المستشفى، حتى مات.
وكتب ابنه عمر، عبر حسابه في "فيسبوك": "بعد سنين حرمان من والدي في سجون الظالمين، أبي وقرة عيني وحبيبي في ذمة الله. أبي الآن بجوار ربه. لا ظلم اليوم (...) نم قرير العين يا أبي، مفيش سجون تاني، مفيش قيود ملعونة تاني، مفيش ظلم تاني، مفيش دخول على البيت في نص الليل وتكسيره".
ويعد النقرتي خامس ضحايا السجون المصرية خلال الشهر الأول من 2020، ففي 13 يناير/كانون الثاني الجاري، توفي المعتقل السياسي المصري الأميركي مصطفى قاسم (53 سنة)؛ نتيجة إضرابه عن الطعام.
وفي 8 يناير، توفي المعتقل علاء الدين سعد (56 سنة) في سجن برج العرب بالإسكندرية، بعد إصابته بنزلة برد شديدة، أهملت إدارة السجن علاجها، إلى أن تفاقمت حالته وتوفي.
وفي اليوم نفسه، توفي المواطن محمود محمد في قسم شرطة بندر الأقصر بسبب برودة الجو.
وفي الخامس من يناير، توفي المعتقل محمود عبد المجيد صالح، داخل سجن العقرب؛ نتيجة الإهمال الطبي، ومعاناته من البرد القارس.
وحسب تقرير حقوقي نُشر نهاية العام الماضي، توفي 449 سجينًا في أماكن الاحتجاز خلال الفترة بين يونيو/حزيران 2014، ونهاية 2018، وارتفع العدد ليصل إلى 917 سجينًا في الفترة بين يونيو/حزيران 2013، ونوفمبر/تشرين الثاني 2019، بزيادة مفرطة خلال العام الماضي، بينهم 677 نتيجة الإهمال الطبي، و136 نتيجة التعذيب.