بعد إعلان بلديّتي "عين زاره" و"أبو سليم" الأسبوع الماضي تعليق الدراسة فيهما نتيجة المواجهات المسلحة، قررت وزارة التعليم في حكومة الوفاق الوطني ومراقبات التعليم في بلديات طرابلس الكبرى تعليق الدراسة في كل مدارس المدينة حتى إشعار آخر، بعدما استهدف القصف الجوي والصاروخي عدداً من مدارسها، خصوصاً الكلية العسكرية التي راح ضحيتها، نتيجة استهدافها من قبل طائرات قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أكثر من 30 تلميذاً، إضافة إلى عشرات الجرحى.
ويوضح بيان الوزارة أن اجتماعاً موسعاً لمسؤوليها انتهى بإعلان وقف العملية التعليمية بحسب الظروف الحالية التي تشهدها العاصمة، ومتابعة الأوضاع الأمنية، مع التأكيد على "السلطة التقديرية لكل مراقبة تعليمية في تعليق الدراسة كلياً أو جزئياً، وأن تكون سلامة تلاميذنا فوق كل اعتبار".
يقول المسؤول في مراقبة تعليم طرابلس حسين درباش، إن تعقيد الظروف الأمنية والتصعيد العسكري يعني عدم استئناف الدراسة في وقت قريب. وأعلنت بلدية سوق الجمعة في طرابلس قبل نحو أسبوعين عن إصابة تلميذة إثر سقوط صاروخ عشوائي في منطقة شرفة الملاحة في البلدية، أصابت شظاياه مدرسة في الجوار، ما أثار ذعر تلاميذ المرحلة الابتدائية خلال استعدادهم للعودة إلى منازلهم.
من جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عن تدمير خمس مدارس، في وقت أغلقت 210 مدارس أخرى أبوابها، وحرم أكثر من 115 ألف طفل من التعليم، من جراء التصعيد الأخير للقتال حول العاصمة الليبية طرابلس إثر هجوم قوات خليفة حفتر عليها. وشددت المنظمة على أن التصعيد الأخير للعنف في العاصمة طرابلس وما حولها أثّر بشكل كبير على سير العملية التعليمية. كما أوضحت في بيان أنّ الهجمات الأخيرة على المرافق التعليمية، وانعدام الأمن في طرابلس وما حولها، جعل حياة الأطفال في خطر لذهابهم إلى المدرسة يومياً، مشيرة إلى أن المدارس تحوّلت إلى "أماكن مرعبة".
اقــرأ أيضاً
كما أشارت "يونيسف" إلى أن تعرّض المرافق التعليمية لهجمات نتيجة انتهاكات حقوق الطفل والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، طالبت أطراف القتال بضرورة توفير الحماية للأطفال في كل الأوقات، ووقف الهجمات ضد المدارس، والامتناع عن العنف بما في ذلك الهجمات العشوائية ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وأوضح درباش لـ "العربي الجديد" أن الحرب أجبرت 115 ألف تلميذ على ترك المدراس في بلديتي عين زاره وسوق الجمعة فقط. أما اليوم، فإن التلاميذ خارج المدارس، لافتاً إلى أنه من أقسى تداعيات الحرب كان تأثيرها على العملية التعليمية.
بدوره، يقول خالد الزريدي، وهو مواطن من حي الأندلس في طرابلس، إن الحرب لا تهدّده بالنزوح من بيته الواقع في أحياء شمال العاصمة بعيداً عن محاور القتال، لكنه يؤكد أن أضرارها "طاولتني ويجب علي النزوح الآن نتيجة اضطراري للبحث عن مدارس لأطفالي". ويستعد الزريدي للنزوح إلى تونس المجاورة، ويؤكد أن قدرته المادية تؤهله لتدريسهم في مدارس في تونس.
لكن الزريدي يتساءل في حديثه لـ "العربي الجديد" عن أوضاع آلاف الأسر الأخرى غير القادرة على النزوح بحثاً عن مدارس آمنة. يضيف أن "تجارب قرارات وقف الدراسة السابقة أعطتني خلفية واضحة عن عرقلة سير العملية التعليمية.
في السابق، أجرى أبنائي الامتحانات لكنهم لم يستكملوا المقرر الدراسي، ما جعلهم يشعرون بصعوبة عندما انتلقوا إلى العام الذي يليه".
اقــرأ أيضاً
ويلفت درباش إلى أن قدوم الكثير من النازحين الجدد أدى إلى تحويل المدارس إلى ملاجئ، موضحاً أن صدور قرار بالعودة إلى الدراسة سيعيقه وجود النازحين مرة أخرى. أما حسنية الشيخ، الباحثة الاجتماعية الليبية، فتتحدث عن آثار وقف الدراسة على الأطفال، وتقول لـ "العربي الجديد" إن "النزوح والقصف وأصوات القنابل وتوقف العملية التعليمية ستكون لها أثر سلبي على الأطفال". وتسأل: "كيف يمكن أن يعاد طفل إلى مدرسته في شرفة الملاحة وقد رأى بعينه القصف وعاش لحظات رعب وهو يلعب في ساحة المدرسة؟".
تضيف الشيخ أن "عيش طفل نازح مع أسرته داخل مدرسة سيؤثّر أيضاً على نفسية الطفل"، مرجحة أن تتضرر العملية التعليمية في ليبيا وقتاً طويلاً.
ويوضح بيان الوزارة أن اجتماعاً موسعاً لمسؤوليها انتهى بإعلان وقف العملية التعليمية بحسب الظروف الحالية التي تشهدها العاصمة، ومتابعة الأوضاع الأمنية، مع التأكيد على "السلطة التقديرية لكل مراقبة تعليمية في تعليق الدراسة كلياً أو جزئياً، وأن تكون سلامة تلاميذنا فوق كل اعتبار".
يقول المسؤول في مراقبة تعليم طرابلس حسين درباش، إن تعقيد الظروف الأمنية والتصعيد العسكري يعني عدم استئناف الدراسة في وقت قريب. وأعلنت بلدية سوق الجمعة في طرابلس قبل نحو أسبوعين عن إصابة تلميذة إثر سقوط صاروخ عشوائي في منطقة شرفة الملاحة في البلدية، أصابت شظاياه مدرسة في الجوار، ما أثار ذعر تلاميذ المرحلة الابتدائية خلال استعدادهم للعودة إلى منازلهم.
من جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عن تدمير خمس مدارس، في وقت أغلقت 210 مدارس أخرى أبوابها، وحرم أكثر من 115 ألف طفل من التعليم، من جراء التصعيد الأخير للقتال حول العاصمة الليبية طرابلس إثر هجوم قوات خليفة حفتر عليها. وشددت المنظمة على أن التصعيد الأخير للعنف في العاصمة طرابلس وما حولها أثّر بشكل كبير على سير العملية التعليمية. كما أوضحت في بيان أنّ الهجمات الأخيرة على المرافق التعليمية، وانعدام الأمن في طرابلس وما حولها، جعل حياة الأطفال في خطر لذهابهم إلى المدرسة يومياً، مشيرة إلى أن المدارس تحوّلت إلى "أماكن مرعبة".
كما أشارت "يونيسف" إلى أن تعرّض المرافق التعليمية لهجمات نتيجة انتهاكات حقوق الطفل والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، طالبت أطراف القتال بضرورة توفير الحماية للأطفال في كل الأوقات، ووقف الهجمات ضد المدارس، والامتناع عن العنف بما في ذلك الهجمات العشوائية ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وأوضح درباش لـ "العربي الجديد" أن الحرب أجبرت 115 ألف تلميذ على ترك المدراس في بلديتي عين زاره وسوق الجمعة فقط. أما اليوم، فإن التلاميذ خارج المدارس، لافتاً إلى أنه من أقسى تداعيات الحرب كان تأثيرها على العملية التعليمية.
بدوره، يقول خالد الزريدي، وهو مواطن من حي الأندلس في طرابلس، إن الحرب لا تهدّده بالنزوح من بيته الواقع في أحياء شمال العاصمة بعيداً عن محاور القتال، لكنه يؤكد أن أضرارها "طاولتني ويجب علي النزوح الآن نتيجة اضطراري للبحث عن مدارس لأطفالي". ويستعد الزريدي للنزوح إلى تونس المجاورة، ويؤكد أن قدرته المادية تؤهله لتدريسهم في مدارس في تونس.
لكن الزريدي يتساءل في حديثه لـ "العربي الجديد" عن أوضاع آلاف الأسر الأخرى غير القادرة على النزوح بحثاً عن مدارس آمنة. يضيف أن "تجارب قرارات وقف الدراسة السابقة أعطتني خلفية واضحة عن عرقلة سير العملية التعليمية.
في السابق، أجرى أبنائي الامتحانات لكنهم لم يستكملوا المقرر الدراسي، ما جعلهم يشعرون بصعوبة عندما انتلقوا إلى العام الذي يليه".
ويلفت درباش إلى أن قدوم الكثير من النازحين الجدد أدى إلى تحويل المدارس إلى ملاجئ، موضحاً أن صدور قرار بالعودة إلى الدراسة سيعيقه وجود النازحين مرة أخرى. أما حسنية الشيخ، الباحثة الاجتماعية الليبية، فتتحدث عن آثار وقف الدراسة على الأطفال، وتقول لـ "العربي الجديد" إن "النزوح والقصف وأصوات القنابل وتوقف العملية التعليمية ستكون لها أثر سلبي على الأطفال". وتسأل: "كيف يمكن أن يعاد طفل إلى مدرسته في شرفة الملاحة وقد رأى بعينه القصف وعاش لحظات رعب وهو يلعب في ساحة المدرسة؟".
تضيف الشيخ أن "عيش طفل نازح مع أسرته داخل مدرسة سيؤثّر أيضاً على نفسية الطفل"، مرجحة أن تتضرر العملية التعليمية في ليبيا وقتاً طويلاً.