الكهرمان... الدوحة مقرّ دائم لـ"العنبر الأشهب"

الدوحة

أسامة سعد الدين

أسامة سعد الدين
أسامة سعد الدين
صحافي سوري، مراسل "العربي الجديد" في قطر.
10 يناير 2020
معرض لسبحات الكهرمان
+ الخط -
شهد "معرض كتارا الدولي للكهرمان" في العاصمة القطرية الدوحة تطوراً لافتاً في نسخته الثانية، سواء من جهة عدد الأجنحة المشاركة فيه من قطر والعالم، أو ما يتعلق بجمهور المهتمين بالحجر المعروف بـ"العنبر الأشهب".

المهتمون بهذا النوع من الحجارة النادرة والثمينة باتوا ينتظرون موعده، وفقاً للمدير العام للحيّ الثقافي "كتارا" خالد بن إبراهيم السليطي. يكشف السليطي عن تحديد مقرّ دائم للكهرمان من خلال مركز "كتارا" الدولي للكهرمان، الذي سيدشَّن يوم غدٍ السبت في اليوم الختامي للمعرض، ضمن مباني الحي الثقافي، بالإضافة إلى توقيع مجموعة من الاتفاقيات، لإقامة ورش تدريبية وتعليمية بإشراف خبراء دوليين، ومراجعة المواصفات والمقاييس وكلّ ما يتعلق بالجودة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات دولية متخصصة في الكهرمان.

وبحسب مدير "معرض كتارا الدولي للكهرمان" خالد عبد الرحيم السيد، يشتمل المقر الجديد على معرض دائم ومختبر للكهرمان، فيصبح المبنى بمثابة ملتقى لهواة الكهرمان ومحبيه من داخل قطر وخارجها، وبذلك تصبح "كتارا" محطة رئيسية للكهرمان في الشرق الأوسط.

يوضح السليطي أنّ "كتارا" تحرص من خلال المعرض على تعزيز مكانة قطر كوجهة دولية لتجارة الكهرمان واقتنائه على مستوى العالم، وتسعى أيضاً إلى الدمج بين ما هو اقتصادي تسويقي وما هو ثقافي وسياحي من خلال ما تقدمه مختلف الأجنحة المشاركة من أنواع الكهرمان التي تستجيب لمختلف أذواق الجمهور، ويوفر تجربة تسوّق استثنائية ومتميزة، نظراً لأنّه يشكل ملتقىً يجمع التجار والخبراء في مكان واحد.

وتختتم النسخة الثانية من المعرض يوم غد السبت، وتشهد مشاركة ثلاث عشرة دولة عربية وأجنبية إلى جانب قطر، هي: تركيا، والعراق، والكويت، والسويد، ولبنان، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وروسيا، وبولندا، وأوكرانيا، وليتوانيا، ولاتفيا، بالإضافة إلى جمعيات وهيئات دولية متخصصة في الكهرمان.

وتتوزع المشاركات على 90 جناحاً ومنصة عرض، ما يجعل "معرض كتارا الدولي للكهرمان" ثاني أكبر معرض عالمي يختصّ بخامة الكهرمان بعد المعرض الدولي الذي يقام في بولندا.
 
لون مميز للكهرمان (العربي الجديد) 


يقول مدير جناح "دكان الكهرب" من الكويت، فهد العدوان، لـ"العربي الجديد" إنّه يشارك للمرة الثانية، مؤكداً أنّ الحركة جيدة وتشهد إقبالاً من التجار والهواة، لافتاً إلى أنّ مشاركة التجار من الدول الأوروبية تفسح المجال لعقد صفقات متبادلة والاطلاع على أحجار نادرة وثمينة ورائجة.

وحول كيفية معرفة أنواع الكهرمان، يوضح العدوان أنّ التاجر والهاوي أيضاً، يميز كلّ منهما القطع المعروضة من الكهرمان، ويحددان منشأ الأحجار بالاسم، بمجرد لمسها، فيقول لك إنّ هذا أوكراني وذاك بولندي وهكذا. أما ما يتعلق بالأسعار، فيقول العدوان إنّها تختلف بحسب القطعة (يتحدث عن السبحات) وتبدأ من عشرة دولارات أميركية وتصل إلى 100 ألف دولار. ويعرض سبحة نادرة يبلغ سعرها نحو 40 ألف دولار تضمّ أحجاراً نصفها باللون الأبيض والنصف الآخر شفاف، وتسمى "منوصف".
 
سبحة كهرمان بأربعين ألف دولار (العربي الجديد) 


يشمل جناح مقتنيات الشيخ طلال بن خليفة آل عبد الرحمن آل ثاني، من قطر، خامات نادرة للكهرمان من ألمانيا، وبولندا والهند، بالإضافة إلى سبحات قديمة. يقول الشيخ طلال بن خليفة آل ثاني إنّ ما يقدمه الجناح من مقتنيات جمعها على مدى سنوات طويلة من أصحابها الأصليين. يشير إلى أنّه يشارك للمرة الأولى في المعرض، وأدهشته معروضات أحجار الكهرمان، ذات القيمة والجودة العالية، بما يرضي أذواق الهواة.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد" يقول أحد هواة الكهرمان المشاركين في المعرض، الشيخ محمد بن مبارك آل ثاني: "العام الماضي شهد تنظيم معرض الكهرمان لأول مرة على مستوى المنطقة، في الدوحة، وقد نجح بنحو لافت، وما أظهر نجاحه ليس حجم المبيعات، بل زيادة الدول التي تشارك في الدورة الثانية. فقد ارتفع من سبع دول إلى 13 دولة، حتى أنّ الدول التي شاركت العام الماضي، جاءت بثقل أكبر وبضاعة تكاد تكون مضاعفة".

يؤكد أنّه كهاوٍ يشارك في النسخة الثانية لـ"معرض كتارا للكهرمان" بعدما اشترك في المعرض الأول ورصد المستويات، موضحاً فائدة المشاركة الدولية التي تتيح الاطلاع على مقتنيات متنوعة إلى جانب تبادل الخبرات والمعرفة ورصد الأسعار.

وعن مدى إقبال الشباب القطريين على اقتناء الكهرمان، يقول آل ثاني إنّ الشباب القطريين دخلوا بقوة إلى عالم الكهرمان، خلال السنوات الماضية، وبفترة ليست بعيدة. يستطرد: "لكنْ ثمة أشخاص خبراء يقتنون الكهرمان منذ القدم، علماً بأنّه مادة حيّة تسير مع الحياة، في البداية عبر استعمال السبحة، ثم تتعمق في الحجر فتراها مادة حيّة تتفاعل مع الحياة ويتغير لونها، وعلمياً يمنح الكهرمان طاقة إيجابية للشخص".

يشير إلى أنّ جناحه يضم أحجاراً نادرة من بحر البلطيق وأوكرانيا، وسانت بطرسبرغ الروسية، موضحاً أنّ أحجار الكهرمان يجري تشكيلها في ورش متخصصة بالدوحة وتحويلها إلى سبحات. ويضيف: "أستطيع القول إنّني أول من استخدم الكهرمان كقبضة للعصيّ التي يحملها كبار السن والشباب أيضاً للزينة". وفي السابق، كان الكهرمان يدخل ضمن حليّ النساء، لكن في الخليج عموماً ينصبّ الاهتمام على السبحات المصنوعة من الكهرمان.
 
 


يشار إلى أنّ الكهرمان مادة موغلة في القدم، عرفها الفينيقيون والفراعنة واليونانيون وغيرهم من الحضارات القديمة، إذ وجدت ضمن آثارهم وقبورهم وكنوزهم المكتشفة كتحف أو قلادات، كذلك استخدموها للعلاج لاعتقادهم أنّ هذه المادة تحتوي على ميزات سحرية؛ ذلك أنّ الكهرمان يتميز بطاقة كهربائية تتولد عند فركه باليد، وهو عبارة عن مادة صمغية متحجرة ذات لون أصفر يميل إلى البرتقالي، وأحياناً إلى البني، تفرزه جذوع بعض أنواع الأشجار من العائلة الصنوبرية التي تنمو في حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا الشمالية خصوصاً.

والكهرمان ثلاثة أنواع: البحري والبركاني والبري، وأحدث عمر لهذه الأنواع نحو 40 مليون سنة، وأقدمها 300 مليون سنة. أكثر ما يميز الكهرمان المعروض للبيع تجارياً، أنّ سعر الغرام الواحد يزداد بمرور الزمن، وهو أغلى من الذهب، وبذلك، كلّما تقدم عمر السبحة زاد سعرها وارتفعت قيمتها.
دلالات

ذات صلة

الصورة
أصيب حسن وأحمد في قطاع غزة (حسين بيضون)

مجتمع

قلما ينجو فلسطيني في غزة من صواريخ مسيّرات الاحتلال التي يطلق عليها محلياً اسم "الزنانة"، وكان من بين ضحاياها الشابان حسن أبو ظاهر وأحمد بشير جبر.
الصورة
المنتدى السنوي لفلسطين- اليوم الثالث (العربي الجديد)

سياسة

أكد باحثون، اليوم الاثنين، أهمية "المنتدى السنوي لفلسطين" باعتباره "رافعة مهمّة للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها.
الصورة
القمة هي الثانية التي تعقد في الدوحة منذ 2014 (Getty)

سياسة

تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الثلاثاء، قمة خليجية تعقد في ظرف إقليمي استثنائي، حيث سيبحث قادة مجلس التعاون الخليجي العدوان الإسرائيلي على غزة.
الصورة
Lusail International Circuit Formula 1

رياضة

تستعد حلبة لوسيل الدولية في العاصمة الدوحة لاستضافة جائزة قطر الكبرى، ضمن منافسات الجولة الـ18 من بطولة العالم في سباقات فورمولا 1، التي يتنافس فيها العديد من السائقين من أجل الصعود على منصة التتويج.