داخل ورشة للنجارة، ينشغل إبراهيم ارحيم وزميله عصام الشوا في إتمام مشغولاتهما بالحفر على الخشب. وارحيم والشوا من ذوي الإعاقة الحركية وتمكنا من إنشاء أول ورشة متخصصة في الحفر على الخشب على الرغم من صعوبة العمل بها.
ويقول أرحيم لـ"العربي الجديد"، إنه يعاني من صعوبة الحركة ويميل لاستخدام العكاز في حركته، لكنه يشعر بسعادة بالغة كونه يعمل في هذه الورشة.
وتخرج ارحيم من الجامعة بتخصص تجارة باللغة الإنكليزية، وبحث عن فرصة عمل لكنه لم يوفق، فافتتح ورشة الحفر على الخشب ولم يكن يتوقع أنّ يتمكن من إدارتها كون العمل في هذا المشروع مُرهق ويتطلب قدرات بدنيه عالية.
وتلقى ارحيم والشوا العديد من الدورات والتدريبات التي ساعدتهما في إنتاج ما يقومان به من أعمال حالياً.
ويقول ارحيم: "عملي بالورشة يتمثل في حفر التصاميم عبر ماكينة الخشب، حيث تمكنا من إنجاز الكثير من الديكورات الخاصة للمؤسسات، فضلا عن صالات الأفراح، وقمنا كذلك بتصميم ألعاب تعليم وتنشيط لذوي الإعاقة من الأطفال بالإضافة إلى اللوحات الإعلانية".
أما عصام الشوا فيشير إلى أنه يترك لنفسه مجال الإبداع في التصاميم وإعداد الأشكال التي يتم قصها وإنجازها داخل الورشة عبر الحاسوب، ويقضي ساعات طويلة لإتقان أعماله التي تخص الزبائن.
ويعاني الشوا من ضمور عضلي أفقده الكثير من القدرات البدنية، إلا أنه يشعر بسعادة بالغة عند إنجاز المهام والأعمال التي يشرف عليها.
ويقول الشوا لـ"العربي الجديد": "نحن هربنا من واقع الإعاقة ونخوص هذا المجال بعيداً عن تخصصاتنا الجامعية وذلك من أجل الارتقاء بإمكانياتنا، وصولاً لتوفير لقمة العيش لا سيما في ظل الأوضاع الكارثية الناجمة عن حالة الحصار الإسرائيلي".
ويوضح الشوا أنّ معدل الدخل الذي يعود عليهم من الورشة ليس مهماً، وما يعنيه وشريكه هو الاستمرار لا سيما في ظل إغلاق الكثير من الورش نتيجة الوضع الاقتصادي القاسي في قطاع غزة الساحلي المحاصر.
ويشير إلى أنه هو وشريكه يقدمان منتجات بما يتناسب مع قدراتهم البدنية بينما يقوم أشخاص آخرون يعملون معهم بتركيب كافة المشغولات في المؤسسات والمنازل.
ويسعى ارحيم والشوا حالياً لإنشاء تطبيق متجر أونلاين يمكنهم من ترويج مشغولاتهم وتسويقها بصورة تصل لكافة الشرائح المجتمعية ومن بينهم ذوو الإعاقة. ويلفتان إلى أنهما يستخدمان حالياً مواقع التواصل الاجتماعي في نشر أعمالهما من أجل الوصول لكل الناس ولإظهار قدراتهما وأعمالهما.