وأفاد رئيس لجنة المقابر في القدس المهندس مصطفى أبو زهرة "العربي الجديد"، بأن الانهيار مردّه الحفريات الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر في المقبرة، بالرغم من احتجاجات اللجنة ودائرة الأوقاف الإسلامية أكثر من مرة على هذه الحفريات التي ألحقت ضررا كبيرا بالمقبرة، محملاً الاحتلال المسؤولية عن هذا الانهيار.
وتقوم سلطات الاحتلال بحفريات مماثلة في مقبرة اليوسفية التي تعتبر امتداداً لمقبرة باب الرحمة من الناحية الشمالية.
يذكر أن سلطات الاحتلال سبق أن نبشت القبور بمقبرة الرحمة وحطمت شواهدها، إضافة إلى صب قواعد إسمنتية جديدة على امتداد حدود المقبرة من ناحيتها الشرقية، وعلى مداخل بعض القبور، ما يجعل دفن موتى جدد فيها أمراً مستحيلاً.
وتعد مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، من أقدم المقابر الإسلامية في القدس، ويعود تاريخها إلى 1400 سنة، وتحتوي المقبرة على العديد من قبور الصحابة، وأبرزهم عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، وعلى قبور لمجاهدين اشتركوا في فتح القدس أثناء الفتحين العمري والأيوبي، تعرّضت فيها القبور للنبش بحجة بنائها على أرض مصادرة "لسلطة الطبيعة".
تحاول سلطات الاحتلال مصادرة أجزاء من مقبرة باب الرحمة وتحويلها لمسارات سياحية خاصة بالحدائق المحيطة بالبلدة القديمة، كما تمنع الدفن في بعض أجزائها.