وواجه معوّقو تونس في الانتخابات الرئاسية صعوبة الوصول إلى مراكز الاقتراع أو القاعات المخصصة للانتخاب، في غياب ممرات خاصة بهم ما يجعلهم في حاجة إلى مساعدة الآخرين.
ويسعى ذوو الاحتياجات الخاصة إلى تعزيز دورهم في الحياة المجتمعية، والخروج من دور الناخب التقليدي الذي تضعه الأحزاب السياسية في خانة الخزان الانتخابي الهش إلى دور الناخب الفاعل والمساهم في صنع القرار السياسي.
وفي السياق، قال عبد الحميد خيرى الذي يرأس جمعية "تونس أرض الإنسان" لذوي الهمم، إنّ عددا من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة واجهوا صعوبات في أداء واجبهم الانتخابي نتيجة صعوبة الولوج إلى مراكز الاقتراع في ظل نقص بالوعي بحقوق هذه الفئة من المجتمع، داعيا إلى إجراء مراجعات في التعامل معهم كناخبين كاملي حقوق المواطنة وتسهيل أداء مهمتهم.
وأضاف لـ"العربي الجديد"، " أنه وأثناء قيامه بدور الملاحظ أثناء الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي، رصد العديد من الصعوبات التي واجهت هذه الفئة من قبيل تسجيل "معوقين" في مراكز انتخاب غير مجهزة بمصاعد خاصة أو في طوابق علوية، داعيا هيئة الانتخاب إلى أخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار وتغيير تعاطيها مع هذه الفئة من التونسيين.
وأكد خيرى أن عددا كبيرا من ذوي الاحتياجات الخاصة يجهلون حقوقهم الانتخابية ولا يعترضون لدى هيئة الاقتراع على عدم تسهيل مهمتهم الانتخابية وتمتيعهم بإجراءات خاصة ما عدا فاقدي البصر الذين يحق لهم اصطحاب مرافق لهم.
وأفاد المتحدث أن الجهل بالحقوق لا يحجب مسؤولية رؤساء مراكز الانتخابات الذين يفترض أن يرفعوا في تقاريرهم الصعوبات التي تعترض هذه الفئة لهيئة الانتخابات حتى تتدارك "أخطاءها".
ولم ينكر عبد الحميد خيرى المجهودات والمبادرات الفردية التي يقوم بها الأمنيون وحتى المشرفون على العملية الانتخابية من أعوان هيئة الاقتراع في مساعدة ذوي الإعاقة وتذليل الصعوبات أمامهم ومساعدة ذوي الإعاقة العضوية على التحرك، غير أن هذه المبادرات تبقى غير كافية ما لم يتم تعميمها في كافة مراكز الاقتراع.
ويبلغ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في تونس، وفق معطيات وزارة الشؤون الاجتماعية، نحو 300 ألف شخص يحملون بطاقة "ذوو إعاقة"، بل ويرتفع هذا العدد إلى 900 ألف شخص وفق تقديرات المنظمات غير الحكومية المختصّة.
وسجلت الانتخابات المحلية التي جرت في مايو/ أيار الماضي، مشاركة كبيرة لذوي الاحتياجات الخاصة في القوائم المترشحة، حيث إنّه من جملة 2074 قائمة مترشحة للانتخابات البلدية توجد 1713 قائمة تضمّ "ذوي إعاقة"، مع تسجيل 17 منهم كرؤساء قائمات.