تحوّل حادث انقلاب حافلة نقل المسافرين التي جرفتها سيول أحد الأنهار أثناء مرورها فوق جسر، إلى كابوس مرعب، مع توالي العثور على جثث الضحايا غارقة في مياه النهر، ليتجاوز عدد الضحايا والناجين معاً ما كان يفترض أنه العدد الإجمالي لركاب الحافلة.
وعثرت فرق البحث والإنقاذ التي جنّدتها السلطات المغربية، أمس الأحد، على جثة طفل جرفتها مياه السيول إلى سدّ "الحسن الداخل" الذي يصب فيه نهر واد دمشان، ويرجّح أن الجثة لطفل كان برفقة أمه واثنين من إخوته، وكلّهم قضوا في الحادث.
وجنّدت السلطات المغربية فرقا مختصة في الغطس تابعة للقوات البحرية التابعة للجيش المغربي. في حين فسّرت مصادر مدنية من عين المكان تسارع وتيرة العثور على الجثث في اليومين الماضيين، بكونها أصبحت تطفو فوق المياه إضافة إلى انخفاض منسوب الماء في النهر.
وبعد أن صرّح مساعد السائق الذي كان من بين الناجين من الحادث الذي وقع يوم الأحد 8 سبتمبر/أيلول الجاري، أن مجموع ركاب الحافلة كان 51 شخصا، بمن فيهم السائق ومساعده، بلغ مجموع الجثث التي تم انتشالها حتى يوم أمس 29 جثة، ليكون مجموع الركاب الأحياء والقتلى حتى الآن 59 شخصا، ويستمرّ البحث عن قرابة 5 أشخاص آخرين يرجّح أنهم كانوا على متن الحافلة.
سائق الحافلة الذي اعتبر في الوهلة الأولى في عداد المفقودين ومن بين ضحايا الحادث، فاجأ السلطات بعد مرور يومين بتسليم نفسه عبر التحاقه بالمستشفى الذي نُقل إليه الجرحى، في حين كان مساعده قد أدلى بتصريحات تفيد بوجود 49 راكبا فقط إلى جانبه هو والسائق، ما تبيّن عدم صحته.
وفيما تتواصل تحقيقات السلطات المغربية تحت إشراف النيابة العامة، يرجّح أن هذه التصريحات الكاذبة كانت محاولة من مساعد السائق إخفاء تجاوز الحد الأقصى لعدد الركاب المسموح به، وهو 54 راكبا.
عمليات العثور على جثث الضحايا توالت طيلة أيام الأسبوع الماضي، لكنّ أكبر المفاجآت هي التي سجّلت يوم الجمعة الماضي 13 سبتمبر/أيلول، حين صدر بلاغان أحدهما في الصباح والثاني بعد الزوال، أعلن فيهما عن العثور على خمس جثث جديدة.
— 2M.ma (@2MInteractive) ١٣ سبتمبر ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
في البلاغ الأول الصادر قالت السلطات المغربية إنها عثرت على 5 جثث، ثلاث جثث تعود إلى رجال فيما تعود الجثتان الأخريان إلى سيدتين. وأعلن البلاغ الثاني عن عثور فرق البحث على ثلاث جثث تعود كلّها لرجال قضوا في الحادث.
يشار إلى أن السلطات المغربية كانت قد أعلنت يوم وقوع الحادث، عن حصيلة أولية أفادت بوجود 6 قتلى وإنقاذ 29 راكبا. ومع ظهور سائق الحافلة ارتفع العدد إلى 30 شخصا. ولم تتوقّف حصيلة القتلى عن الارتفاع، إذ عثر على 23 جثة إضافية حتى الآن، ويرتقب أن تسفر أعمال البحث المستمرة عن انتشال جثث أخرى.