نزوح 60 عائلة من بلدة مرعند بريف إدلب هرباً من القصف

07 اغسطس 2019
يبحث النازحون عن ملاذ آمن(Getty)
+ الخط -
نزح، فجر اليوم الأربعاء، نحو 60 عائلة من بلدة مرعند بريف إدلب، بعد تعرضها لعدة غارات ليلية من الطيران الحربي الروسي، وتجدد القصف نهاراً، في وقت تكاد تكون البلدة مدمرة بنسبة تزيد عن 90 في المائة، وفي ظل أوضاع إنسانية سيئة جدّاً.

وقال أبو محمد ياسين، أحد النازحين من بلدة مرعند، لـ"العربي الجديد": "استيقظنا ليلاً على دويّ انفجارات مُرعبة، قام الأطفال من نومهم مذعورين يبكون، حتى زوجتي وابنتي راحتا تصرخان دون وعي، وتركضان بأرجاء الغرفة دون أن تدريا ماذا تفعلان ومن ثم تكررت الأصوات".

وأضاف "ما إن طلع علينا الضوء، حتى خرجت مع عائلتي من البلدة، ولم نصطحب معنا شيئاً يذكر، فيمكن القول إننا خرجنا بما علينا من ثياب، باتجاه الريف الشمالي من إدلب، في ظل حالة الرعب والخوف والتعب".

من جانبه، قال أبو عبد القادر الإدلبي، نازح من بلدة مرعند، لـ "العربي الجديد"، "وضع البلدة كارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فلا أطباء ولا دواء، وبئر الماء الرئيسية متوقفة، وما يتوفر من مواد غذائية يباع بأسعار مرتفعة، يمكن أن أقول ببساطة لا مقومات للحياة في البلدة اليوم".

وأضاف "بقي عدد قليل من الأهالي في البلدة، يستعدون أيضاً لمغادرتها، فالوضع خطير، ولا يوجد مكان تحتمي فيه النساء والأطفال من وابل الطائرات، فالبلدة كلها عبارة عن بيوت ريفية بسيطة".

من جانبه، قال رئيس المجلس المحلي في بلدة مرعند، أيمن حاج حسن، لـ "العربي الجديد"، "نزح اليوم من البلدة باتجاه خربة الجوز على الحدود السورية التركية، نحو 60 عائلة جراء الخوف من القصف الذي وقع ليلة أمس، وبوضع مأساوي جداً، غالبيتهم لم يصطحبوا معهم سوى الثياب التي تستر أجسادهم، حتى أنهم لا يملكون ثمن ربطة خبز في جيوبهم، فهم يعيشون على الزراعة والقصف حرمهم من محاصيلهم".

ولفت إلى أن "من بقي في البلدة نحو خمس عائلات وبعض الشباب، وأتوقع أن ينزحوا في الساعات القليلة المقبلة"، موضحاً أن "عدد سكان البلدة قبل العمليات العسكرية الأخيرة نحو 900 نسمة، منهم نحو 40 عائلة موجودة في مزرعة كروم مرعند القريبة من البلدة، ومازالوا في مكانهم إلى الآن".

وأوضح أن "الطيران الروسي نفذ عدة غارات في الساعة 3:20 صباحاً، كانت شديدة الانفجار والدمار، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح، ومع الساعة الخامسة بدأت العائلات بالنزوح".

ولفت إلى أن "أوضاع النازحين مأساوية جداً، وقرابة نصف أهالي البلدة في العراء، وحاولنا التواصل مع العديد من المنظمات، إلا أنها تعتذر عن تقديم أي مساعدة، وأنا لدي خيمة أستضيف بها خمس عائلات".

وبين أن "نسبة الدمار في البلدة والأراضي الزراعية تصل إلى نحو 90 بالمائة، في حين يعتمد أهالي البلدة على الزراعة، ولديهم محصولان رئيسيان من التفاح، الذي مات بداية الثورة، والزيتون الذي احترق كثير منه في القصف".

وبين أن "النقطة الطبية سبق أن دمرت في وقت سابق جراء القصف وكانت تعتمد على ممرضين فقط، ولا أدوية اليوم، وكذلك الوضع الخدمي ساء خلال الفترة الماضية بسبب عدم توفر الإمكانات المادية".               

وكان المجلس المحلي لبلدة مرعند أعلن، أمس الثلاثاء، البلدة "منكوبة" بسبب الدمار الذي ألحقه القصف بمنازل المدنيين والبنية التحتية والأراضي الزراعية.

المساهمون