اعتصم المئات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان صباح اليوم الثلاثاء، أمام السفارة الكندية في بيروت، مطالبين بمنحهم حق اللجوء الثاني نتيجة حرمانهم من حق العمل وكلفة المعيشة التي تحول دون توفير العلاج لأطفالهم، لا سيما مع أزمة وكالة "أونروا" العاجزة عن إيجاد الحلول لأوضاعهم.
وأصدر المعتصمون أمام السفارة الكندبة بياناً اليوم، أوضح أن "مأساة اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية إلى لبنان فرارا من الحرب اجتمعت مع معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان المستمرة منذ قرابة 71 عاماً".
وشرحت متحدثة باسم المعتصمين حنان فاعور في كلمة ألقتها خلال الاعتصام، أوضاع اللاجئين الفلسطينيين عموماً، ومعاناتهم لممثلة السفارة الكندية مطالبة بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين باللجوء الإنساني إلى كندا.
كما شدد المنسق العام للهيئة الشبابية لفلسطينيي سورية، معاوية أبو حميدة، في كلمته على منح اللجوء الإنساني للاجئين الفلسطينيين إلى كندا، موضحا أن "اللاجئ الفلسطيني يعاني الحرمان من كامل الحقوق المدنية وعلى رأسها حق التملك وحق العمل أضف إلى ذلك صعوبة التنقل بوثيقة السفر التي يحملها، وزد على ذلك بؤس المخيمات التي لجأ إليها مرة ثانية فتحولت إلى تجمعات سكنية مكتظة انتشرت فيها الأوبئة والأمراض ناهيك عن الحروب المقيتة والمفتعلة في تلك البقع".
وأوضح أن وكالة "أونروا" أقرت بعجزها عن مساعدة اللاجئين الفلسطينيين باللجوء إلى بلد ثانٍ، وكذلك الحال بالنسبة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وأكد أن "أي دعم تقدمه الحكومة الكندية لوكالة "أونروا" يبقى تحت مسمى الحل المؤقت، لذلك يرجو اللاجئون الفلسطينيون من الحكومة الكندية مساعدتهم بإيجاد حل دائم لمعاناتهم، ولا يكون هذا الحل إلا باللجوء الإنساني".
ولفت البيان إلى "إهمال متعمد لهم من قبل المنظمات الدولية والمحلية، وحرمانهم من حق العمل تحت طائلة الملاحقة القانونية وصعوبة الحصول على إقامة نظامية، ناهيك عن عدم قدرتهم على تحمل تكاليف العيش الباهظة في لبنان بالإضافة إلى عجز وكالة أنروا والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن إيجاد حل لمعاناتهم".
كما ألقت ممثلة السفارة الكندية في بيروت كلمة عبرت فيها عن تعاطفها الكبير مع معاناة الشعب الفلسطيني واعدة إياهم برفع طلبهم إلى الحكومة الكندية لدراسته والرد عليه.
وفي نهاية الاعتصام سلمت الهيئة الشبابية لفلسطينيي سورية كتاباً رسمياً لممثلة السفارة الكندية في لبنان شرحت فيه أوضاع اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سورية إلى لبنان بالتفصيل ومطالبة باللجوء الإنساني لهم في كندا. كما تسلمت ممثلة السفارة كتاباً آخر من الهيئة الشبابية الفلسطينية للجوء الإنساني في لبنان يشرح الأوضاع الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون اللاجئون في لبنان ويتضمن المطالبة أيضا باللجوء الإنساني إلى كندا.
وأكد المعتصمون والداعون إلى الاعتصام أن "تحركهم هذا لا يتبع لأي أجندة أو جهة سياسية ولا يخدم أيًا من المشاريع أو الصفقات ولا يحق لأحد أيا كانت صفته التشكيك به، ولا يدعو إلى التنازل عن حق العودة إنما هو مطلب إنساني وشعبي بحت يهدف إلى تخفيف المعاناة والألم الذي رافق الفلسطينيين خلال 72 عاما من الشتات، كما يهدف إلى إيجاد أرض قادرة على حملهم وعائلاتهم دون تضييق أو قهر حتى إيجاد الحل لقضيتهم".