سعى فريق "سنابل" إلى مساعدة العائلات الفقيرة في قطاع غزة، خصوصاً النساء، من خلال تمكينهن اقتصادياً، وقد خرج بعضهن من أتون الفقر
ينشط فريق سنابل التطوعي في خدمة الأسر الفقيرة والمهمّشة في قطاع غزة، منذ نحو أربع سنوات. وسعى إلى العمل مع عائلات فقيرة، وتشجيعها على صنع منتجات يدوية متنوعة، وتأمين دخل من خلال بيعها. يضم الفريق مجموعة من المتطوعات والجامعيات، وقد أسسته مهندسة الكمبيوتر إسراء فروانة (27 عاماً)، التي تشرف على ثلاثة مشاريع تطوعية داخل الفريق، وهي مشروع سنابل التطوعي، ومشروع بصمة روح، ومشروع صحتك بالدنيا، وكلّها مشاريع تطوعية واستثمارية لخدمة الفقراء.
تشارك فروانة في النشاطات التطوعية الإنسانية منذ كانت في المرحلة الدراسية الأساسية، إضافة إلى المخيمات التطوعية، وكانت رئيسة نادي الهندسة في الجامعة الإسلامية، وأشرفت على النشاطات الطلابية والتطوعية وأدارت ورش عمل كثيرة. ومنذ أسست فريق سنابل التطوعي منذ أربع سنوات، نجحت في تنفيذ أكثر من 60 مبادرة. كان الفريق في البداية يضم ثلاث متطوعات، لكنه اليوم يضم 25 شابة من مختلف التخصصات وأخريات عاطلات من العمل، واستطعن مساعدة 5 آلاف عائلة غزية.
انبثق مشروع بصمة روح عن الفكرة الأساسية للفريق، وهي تحفيز العائلات الفقيرة على الإنتاج، وبحث الفريق ضمن 50 أسرة فقيرة كان قد استهدفهم من قبل ضمن التبرعات الغذائية الإغاثية، لمعرفة قدراتهم على الإنتاج، ووقع الاختيار على عشر أسر فقيرة تلقت دورات تدريبية متنوعة لتعزيز قدرتهم على الإنتاج.
تقول فروانة لـ "العربي الجديد": "كنا نغيث العائلات من خلال طرود غذائية وبعض الاحتياجات المنزلية إلى جانب معارض ملابس للأسر الفقيرة في المناسبات المختلفة، ونعتمد بشكل ذاتي على أنفسنا لناحية الإدارة والإشراف. مالياً، كنا نعتمد على بعض رجال الأعمال وفاعلي الخير من الخارج".
و"بصمة روح" معرض دوري عمره ستة أشهر، وتقوم فكرته الأساسية على خلق مشاريع منتجة. وجاءت الفكرة بعدما عمد الفريق إلى فتح دكانين لإحدى العائلات الفقيرة، ما جعله يفكر في تحفيز العائلات الفقيرة على خدمة نفسها بنفسها من خلال دعمها في بداية مشوارها في الإنتاج، وتوفير بعض المواد الخام واللوازم الأساسية لإنتاج ملابس أو مأكولات أو أدوات أخرى.
من جهتها، سعت نجلاء إسكافي (27 عاماً)، وهي إحدى المتطوعات في الفريق وخريجة قسم الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية، إلى البحث عن نساء لديهن رغبة في الإنتاج والعمل نتيجة حاجتهن الاقتصادية، لتبدأ مرحلة التدريب. لكنها قابلت مع فريقها بعض الأسر الفقيرة التي لا ترغب سوى في مساعدات عينية. توضح أنّه من أهم منتجات الأسر الفقيرة هي التطريز وصنع منتجات من خلال استخدام الخرز والصوف والرسم على الزجاج والمأكولات والمعمول والكعك، إضافة إلى لوحات مصنوعة من المسامير والخيط.
وقبل الانطلاق في مشروع بصمة روح، جال الفريق على عدد من المحال التجارية للحصول على معلومات أكبر تتعلق بالإنتاج، إضافة إلى جانب التعليم الإلكتروني المتاح على الإنترنت، خصوصاً على يوتيوب. وتقول إسكافي لـ "العربي الجديد": "بعض العائلات كانت تريد العمل بكرامة، لكنها لا تملك رأس مال. واستقبلت عملنا معها بكل إيجابية، خصوصاً النساء اللواتي خضن التجربة للمرة الأولى". وتذكر امرأة اتصلت بها وهي تبكي لأنها استطاعت الخروج من الفقر. تضيف: "بعض النساء كن يتمتعن بالموهبة لكنهن لم يستثمرنها". وعمد الفريق إلى إقامة معارض عدة لمنتجات الفقراء في منتجع الشاليهات على شاطئ بحر غزة، وأخرى في الكلية الجامعية شرق مدينة غزة، وفي الجامعة الإسلامية. كما اشتركوا في معارض وطنية مثل معرض أنامل لمنتجات النساء في غزة، وتعززت منتجاتهم أكثر من خلال الاعتماد على التسويق عبر صفحة الفريق على فيسبوك.
وأنتجت عشر أسر نحو ألف قطعة منوعة، وبيع نصفها. ويخطّط الفريق خلال الفترة المقبلة لتدريب أكبر عدد من النساء. تضيف إسكافي أن "بعض المنتجات بيعت بالكامل مثل الميداليات ومنتجات الحياكة، وقد أنتجت غيرها لبيعها وتلبية حاجات الزبائن. حالياً، سنقوم بتدريب عدد جديد من العائلات وإنتاج منتجات أخرى".
يسعى الفريق خلال المرحلة المقبلة إلى تعزيز المشاريع الفردية التنموية للأسر الفقيرة، خصوصاً النساء اللواتي يستطعن صناعة منتجات للمنازل الغزية، وتعليمهن الحرف التي يتقبلنها.