وأرجع المدرس في مدينة بنش، مصطفى الرجب، تأجيل انطلاق العام الدراسي الجديد إلى عدة أسباب، بينها وجود مدارس يقطنها نازحون من مناطق ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وعدم توفر الأمن في عدد من المناطق بسبب القصف والعمليات العسكرية التي تسببت في موجات جديدة من النزوح، فضلا عن أن مناطق مثل معرة النعمان وسراقب لا تزال تشهد قصفا متواصلا.
وقال الرجب لـ"العربي الجديد": "نرجو خلال هذه الفترة أن تهدأ الأمور في مناطق ريف إدلب الجنوبي، وأن يتمكن النازحون من العودة، أما بالنسبة لمدارس الشمال وكيفية استيعابها للطلاب، فستقدر فترات الدوام في المدارس حسب الحاجة، وهذا يترتب على الظروف في المرحلة القادمة، فعدد الطلاب سيحدد ما إذا كانت المدارس بحاجة لفترتي دوام أم فترة واحدة".
وأوضح أن "عوامل القصف والنزوح وعدم الاستقرار أثرت بشكل كبير على الطلاب، ونسبة تراجع مستويات الطلاب بلغت 40 في المائة، إذ تأثروا بشكل مباشر بالأوضاع الميدانية طيلة الأشهر الماضية".
وحددت مديرية تربية إدلب، مواعيد بدء العام الدراسي الجديد، إذ يبدأ دوام الإداريين يوم السبت 14 سبتمبر/أيلول المقبل، ويبدأ دوام الطلاب في 21 سبتمبر/أيلول، بعد أن كان الدوام مقررا بتاريخ 7 سبتمبر، وأكدت المديرية أنها ستصدر الخطة الدراسية خلال الفترة المقبلة بشكل كامل.
وتحدث المدرس عكرمة، النازح من بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي، عن أوضاع المدرسين والطلاب على حد سواء، وقال لـ"العربي الجديد": "طلابنا مهددون في الوقت الحالي، والخناق يضيق عليهم، والأمور تزيد صعوبة يوما بعد يوم، ونحن كمدرسين لم نتلق رواتب منذ شهر أبريل/نيسان، ونحن اليوم نازحون، وبالكاد نستطيع تأمين طعام أبنائنا المهددين بفقدان عام دراسي كامل في حال استمرت الهجمة العسكرية الحالية".
وقال الناشط الإعلامي من بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي، عبد الكريم الثلجي، لـ"العربي الجديد": "يعمل ناشطون بشكل تطوعي على تنظيم المدارس في بلدة العيس تحسبا لقدوم نازحين من مناطق إدلب، ومن المحتمل أن يلجأ النازحون للعيش في هذه المدارس، والسكان يرفضون بشكل قاطع الحصول على إيجار لمنازلهم من النازحين، ويمنحونهم إياها بالمجان، حتى البيوت المدمرة جزئيا هناك عائلات نازحة تقيم فيها، وقد تكون المدارس أيضا خيارا للنازحين في ظل هذه الظروف".
وتتواصل حركة النزوح مع استمرار القصف، ما يتسبب بكارثة للعملية التعليمية في مناطق إدلب، مع تجاوز عدد النازحين حاجز المليون شخص، بينهم أكثر من 200 ألف من الطلاب، بالتزامن مع انقطاع الدعم الممنوح للمعلمين.
وشهدت الفترة بين يوليو الماضي وأغسطس الجاري، تدمير 113 مدرسة في مناطق خان شيخون وكفرنبل وأريحا وجسر الشغور بريف إدلب، و23 مدرسة بريف حماة الشمالي، ما يهدد مصير العملية التعليمية في مناطق ريف إدلب وريفي حلب الجنوبي والغربي الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.