إنقاذ طفلة عراقية بأعجوبة سقطت داخل قناة للصرف الصحي

وتسببت فتحات الصرف الصحي بوفاة 7 أشخاص أغلبهم أطفال، في مدن مختلفة من العراق في الأشهر الماضية، نتيجة سرقة أغطيتها من قبل عصابات منظمة، لغرض صهرها ثم بيعها لمعامل محلية، أو لعدم صيانة المتهالكة منها من قبل دوائر البلدية.

وقال مسؤولون في الشرطة المحلية إن فتاة في الخامسة كتب لها عمر جديد بعد أن سقطت في فتحة صرف صحي يبلغ عمقها 8 أمتار وسط مدينة كركوك، لكن صادف وجود عدد من المارة في المكان، فهرعوا محاولين انتشالها، واتصل آخرون بالدفاع المدني الذي حضر بسرعة.

ونجحت الجهود في إخراج الطفلة بعد أكثر من 20 دقيقة بصعوبة، وكانت فاقدة الوعي وتم إنعاشها بالشارع بعد استخراجها مع وجود إصابات بالغة وكسور.

وأصيب اثنان من الشباب بجروح نتيجة إلقاء أنفسهم في فتحة الصرف الصحي قبل أن تجرف المياه الطفلة إلى الأنابيب المتصلة بها.


وأكدت مديرية الدفاع المدني في كركوك الحادث، مبينة في بيان صحافي أنّ "فرق مركز الدفاع المدني بالمحافظة تمكنت من إنقاذ الطفلة من داخل بئر الصرف الصحي، والتي يبلغ عمقها 8 أمتار"، مبينة أنّ "عملية الإنقاذ تمت بسرعة ومهنية عالية، وتم نقل الطفلة إلى المستشفى، وكانت حالتها مستقرة بعد إجراء التنفس الاصطناعي لها".
وتؤكد هذه الحادثة وحوادث أخرى مشابهة، حجم الإهمال من قبل الجهات المسؤولة لواجباتها، وعدم إنجازها بالشكل المطلوب، ما يعرض حياة المارة ولا سيما الأطفال منهم للخطر.

وقال المسؤول المحلي، في المحافظة فاضل العبيدي لـ"العربي الجديد": "الحادث ليس الأول من نوعه بالمحافظة، بل سجلت حوادث عديدة متشابهة، وهذا يعود الى الإهمال من قبل الجهات المسؤولة والشركات التي تحصل على عقود المشاريع"، مبينا أنّ "هناك الكثير من شبكات الصرف الصحي في المحافظة مهملة وبدون أغطية، وأنّ قسما منها قديم ومتهالك، وأخرى هي مشاريع قيد التنفيذ أهملت من قبل الشركات المنفذة رغم خطورتها".



وأضاف "يتحتم على إدارة المحافظة أن تتابع هذا الملف، وأن تلزم الشركات بإتمام مشاريعها، وأن تقيم دعاوى على المشاريع المهملة والتي تسببت بحوادث".

من جهته، أكد المواطن سبهان علي، وهو أحد أهالي مدينة كركوك، أن "حياة الأهالي بخطر بسبب تلك المشاريع غير المكتملة"، مبينا لـ"العربي الجديد" أنّ "هناك حفرة للصرف الصحي غير مكتملة حفرتها إحدى الشركات قرب السياج الخارجي لمنزلي وتركتها منذ أكثر من عام".

وأضاف "قدمت عدة شكاوى في إدارة المحافظة، لكن لا أحد يحرك ساكنا"، مؤكداً أنه "لم أجد حلاً سوى أن أقوم بتغطية فتحتها الكبيرة، بقطع حديدة تحملت تكاليفها بنفسي، لكي أحافظ على سلامة أطفالي".

ودعا إدارة المحافظة ودائرة البلدية إلى "تحمل مسؤوليتها إزاء تلك المشاريع المهملة".