اعتداء على خط "الديسي" يحرم العاصمة الأردنية من المياه خمسة أيام

23 اغسطس 2019
خط مياه "الديسي" في الأردن (تويتر)
+ الخط -
تسبب قيام مجهولين باعتداء على خط "الديسي" لنقل المياه في منطقة الجفر، في تأثر ضخ حصص المياه المخصصة للعاصمة الأردنية عمان وعدد من المحافظات لمدة قد تمتد إلى 5 أيام، في أزمة تؤثر على أكثر من مليون شخص.

وقال الناطق باسم سلطة المياه، عمر سلامة، في تصريح صحافي، إن "اعتداءً من قبل مجهولين على مسار الخط في منطقة الجفر، تسببت بكسر مصدر الهواية البالغ ضغطها (12 بار)، وتسرب نحو 100 متر مكعب من المياه في الساعة، وهو ما اضطر سلطة المياه والشركة المشغلة لمنظومة الديسي إلى وقف الضخ كليا لإجراء الإصلاحات حماية للخط".

وبين سلامة أن "الاعتداء على أحد أهم مصادر المياه الوطنية سيؤثر بشكل واضح على حصة المياه المخصصة لعدد من المناطق، وحرمان مناطق أخرى من حصصها الكافية من مياه الشرب، وتعمل الشركة المشغلة وسلطة المياه مع الجهات الأمنية لضبط الفاعلين".

وكشف الناطق باسم سلطة المياه، أن "عدد الاعتداءات على ناقل الديسي الاستراتيجي منذ بداية العام الحالي بلغ 61 اعتداء، وأنه تم التعامل معها من قبل الطواقم الفنية دون وقف الضخ. لكن الاعتداء هذه المرة مختلف، إذ تم سحب غطاء الهواية الذي يزيد وزنه عن نصف طن، وفك الهواية بطريقة محترفة، بحيث لا يمكن إعادة تركيبها مرة أخرى إلا بوقف الضخ داخل الخط".

وقال خبير المياه الأردني محمد أبو عريضة، لـ"العربي الجديد"، إن "الاعتداء على مصادر المياه المرتبطة بالمجتمع المحلي لها علاقة بثقافة الصراع على آبار المياه، وهي ثقافة سادت لقرون بين القبائل الأردنية. صحيح أن الدولة حاولت التخفيف من وجودها وآثارها، غير أنها ما زالت موجودة".

وأضاف أن "مشروع الديسي الذي ينقل مياه أقصى جنوب شرق الأردن إلى الوسط والشمال أثار حفيظة الأهالي لأسباب تتعلق بتلك الثقافة، خاصة أن المشروع لم يعد عليهم بأي أثر تنموي، فبعد أن كانت نسبة من أفراد المجتمعات المحلية تعمل في مشاريع زراعية في تلك المنطقة، فقدوا عملهم مع بدء العمل بالمشروع. مطلوب من الحكومة أن تقدم للأهالي في منطقة المشروع، وعلى طول امتداد أنابيبه، خيارات تنموية تدفعهم ليكونوا شركاء في حمايته".



وانتقد المواطن محمد سعيد التصريحات الرسمية حول مدة إصلاح الخلل، والتي تمتد إلى خمسة أيام، متسائلا في تصريح لـ"العربي الجديد": "كيف يتم استهداف مصادر المياه بهذه السهولة؟ وأين الرقابة الحكومية؟".
بدوره، قال الكاتب الأردني ماهر أبو طير عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك": "لا أصدق أن من خرب خط الديسي كان يريد سقاية أغنامه أو مزروعاته. هذا تفسير ساذج، خصوصا حين يتم رفع غطاء وزنه نصف طن، وفك قطعة داخلية بطريقة محترفة. من نفذ الفعلة كان يدرك أنه سيقطع الماء عن مدن كاملة، والفاعل إما موظف عامل أو متقاعد من قطاع المياه، وهو ناقم لسبب ما، أو مأجور. على الحكومة أن تعود لنا برواية مقنعة".


ويعد خط الديسي من أهم مصادر المياه الجوفية غير المتجددة في الأردن، وأجودها لأغراض الشرب، وهو حوض مشترك بين الأردن والسعودية، وبدأ الأردن باستغلال مياه الحوض عام 1980، وكان يوفر 16.5 مليون متر مكعب لأغراض الشرب، و75 مليون متر مكعب لأغراض الزراعة في منطقة العقبة.

وتولدت فكرة نقل مياه الديسي إلى العاصمة عمان في 1985، ثم تحولت إلى خطة عمل جدية نهاية التسعينيات، بعد أن أصبحت أزمة المياه في الأردن ملحّة في ظل عودة أعداد كبيرة من الأردنيين بعد حرب الخليج الأولى مطلع عام 1991، ما شكل عبئا إضافياً على استهلاك المياه رغم شح مصادرها.

ويضخ المشروع 100 مليون متر مكعب سنويا من المياه الجوفية الصالحة للشرب إلى عمان والمناطق المجاورة بواسطة خط ناقل بمسافة 325 كيلومتراً.

ويستهلك الأردن كميات من المياه أكثر مما هو متاح من المصادر المتجددة، وزيادة التعداد السكاني أدت إلى نقصان حصة الفرد من المياه إلى أقل من 90 مترا مكعبا سنویاً، علماً أن خط الفقر المائي المطلق للفرد 500 متر مكعب سنویاً. وتستهلك الزراعة 50 بالمائة من إمدادات المياه مقابل نسبة 3 في المائة فقط من المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.​