يواصل لاجئو المخيمات الفلسطينية في لبنان، للجمعة الخامسة على التوالي، احتجاجاتهم ورفع أصواتهم من أجل تراجع وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان عن قراره الذي يطاولهم في لقمة عيشهم، جراء اعتبارهم عمالاً أجانب في لبنان.
وتحت شعار "شارك، احتشد، انتفض" و"لا للعنصرية"، وبدعوة من اللجان الشعبية الفلسطينية للحراك الشعبي في مخيم عين الحلوة، جنوب لبنان، سارت مسيرة الغضب من أمام جامع النور في المخيم، احتجاجاً على قرار وزير العمل اللبناني في تنفيذ خطة العمالة الأجنبية في لبنان، التي تطاول العمال الفلسطينيين، حيث يرفضها الفلسطينيون باعتبارهم لاجئين، وليسوا عمالاً أجانب أتوا إلى لبنان للعمل.
وأشعلت الإطارات وأغلقت مداخل المخيمات في مخيم البرج الشمالي، والرشيدية، صور، جنوب لبنان، وكذلك في مخيمي البداوي والبارد، شمال لبنان.
وفي السياق قال زياد موسى، وهو موظف في مستشفى النداء الإنساني: "نحن مستمرون في الاحتجاج والمظاهرات حتى يتراجع الوزير عن قراره المتعلق بإجازة العمل، لأننا نعتبر أن هذا القرار أتى ليخدم صفقة القرن، ونحن نعيش في لبنان منذ واحد وسبعين سنة، وقد ولدنا وكبرنا وتعلمنا فيها، حتى أموالنا نصرفها في لبنان، فليس لدينا مكان آخر نذهب إليه".
وأضاف "بحكم ولادتنا في لبنان ولجوء أهلنا إليه، يجب ألا يعتبرونا أجانب، وإن كانوا يريدون معاملتنا بهذه الصفة، فيجب أن يسري هذا القرار على كل مناحي الحياة، فالأجنبي يحق له التملك، ويجب أن نكون مثله"، وتابع: "نحن نطالب وزير العمل اللبناني والحكومة اللبنانية بالتراجع عن القرار الذي يطاولنا في لقمة عيشنا، وعدم التعامل معنا بحسب السياسة التي ينتمي إليها أي وزير يكون في المنصب ذاته". وختم "سنواصل التظاهر بطريقة حضارية، وسلمية، وقانونية حتى نحصل على حقوقنا".
بدوره صرح أبو وسيم الذي يعمل حارساً في المستشفى ذاته: "المظاهرات التي يتكرر مسيرها هي ضد قرار وزير العمل اللبناني، ونحن مستمرون فيها حتى يتراجع عن قراره، كما أشير إلى أن الفصائل الفلسطينية، والقيادة الفلسطينية متخاذلة حيال هذا القرار، في الوقت الذي يجب عليها أن تكون أكثر فاعلية وتعمل على متابعة الأمر بشكل كبير، لأن هذا القرار يطاول العامل الفلسطيني في لقمة عيشه، فيكفينا ما نشعر به من ذلّ حيال إغلاق المخيمات، والحواجز التي تضيّق علينا، والبطالة المنتشرة في صفوف الشباب الفلسطينيين، ليأتينا هذا القرار ويقضي على ما يوجد من بصيص أمل في الحياة".
أما نايف أبو سالم، وهو موزع ساتلايت في مخيم عين الحلوة، فقد قال: "نحن شعب مضطهد من جميع النواحي، فلا عمل، ولا حياة تليق بنا، ولا من ينصرنا، ليأتي قرار الوزير ويقضي على ما تبقى لنا من شباب يعملون في مهن خفيفة، إذ إن الفلسطيني محروم من ممارسة ما يقارب السبعين مهنة".
أما في ما يتعلق بإجازة العمل، فقال: "قراره هذا أتى موافقاً لقرار أوسلو الذي تم بيعنا فيه، فخسرنا حقوقنا، وها نحن اليوم نخسر أكثر، فنحن لم نأت إلى لبنان بمحض إرادتنا، بل جئنا بسب احتلال أرضنا من قبل العدو الصهيوني، ونحن هنا لاجئون، وتدل على ذلك بطاقة الهوية التي نحملها، وهي صادرة عن وزارة الخارجية والبلديات، وكذلك جواز السفر، لذلك لا يجب أن يعاملوننا كأجانب" وتساءل "عند انتهاء إجازة العمل كيف سيتعاملون معنا، هل سيعيدوننا إلى بلدنا؟".
وأضاف "ليتهم يستطيعون إعادتنا إلى بلدنا، سنكون لهم من الشاكرين، فبعد نضال مستمر منذ سبعين سنة لا نريد العودة إلى الوراء، ويتحول نضالنا ضد العدو الصهيوني إلى مواجهة مع الدولة اللبنانية من أجل حق لقمة العيش، لذلك نرجو منها أن تتنبه لهذا الأمر".
أما الكاتب الفلسطيني سمير الشريف فقال: "إن قرار الوزير أبو سليمان فجّر احتجاجًا نضاليًّا مطلبيًّا غير مسبوق، بسبب شعور الفلسطيني بأن هناك أمرًا يحضر له أقله تيئيس الفلسطيني، فانطلقت المسيرات الاحتجاجية في المخيمات الفلسطينية، والتجمعات الفلسطينية كافة، حيث خرج عشرات الآلاف لمواجهة هذا القرار، لأن هذا المشروع انخرط جديًّا بصفقة القرن، وتابع، "المطلوب من خلال هذه المسيرات تجميد قرار وزير العمل، وإسقاط هذا القانون الجائر".