والمبادرة بحسب الناشط نور الدين علواش، سببها الرقم اللافت لعدد الراسبين في بكالوريا العام الجاري، والذي قارب 250 ألف راسب. وقال لـ"العربي الجديد"، إنّه لا حديث في الشارع الجزائري سوى عن الناجحين، بينما هناك إجحاف في حق الفاشلين الذين يستحقون اهتماما ورعاية لحثهم على المحاولة والنجاح مجددا.
وشاركت الباحثة في علم اللغة والأعصاب، الدكتورة فتيحة بلهاني، قصتها مع الفشل في شهادة البكالوريا، واستذكرت إحساسها بعد رسوبها قائلة لـ"العربي الجديد": "فشلت مرتين ثم ودعت مقاعد الدراسة لمدة 18 سنة، ثم قررت العودة واجتزت الاختبار في سن 38 سنة، فأحرزت الشهادة التي مكنتني من الدخول إلى الجامعة، واليوم أنتظر مناقشة أطروحة الدكتواره".
Facebook Post |
واستقطبت الحملة العشرات من الطلبة في الجامعات، وألهمتهم لرواية قصصهم مع الفشل والنجاح. وذكرت الناشطة الإعلامية سمية متيش بأنها تدعم الحملة انطلاقا من الفشل الذي ذاقته خلال سنوات دراستها، إذ عانت من حالة اكتئاب عندما فشلت في اختبارات الماجستير، وكان هذا الفشل محطة غيرت مجرى حياتها بالكامل، إذ كان قدرها النجاح في الدراسة خارج الجزائر، وأوضحت أنه لولا ذلك الفشل في الامتحان لما بدأت صفحة جديدة ونجاحات أكبر.
Facebook Post |
وتحصي وزارة التربية الجزائرية، ربع مليون طالب راسب، من بينهم من يفكر في إعادة الامتحان ومن بينهم من سيكون مصيره مجهولا، وفقاً للإعلامي محمد القاضي، الذي يوضح لـ"العربي الجديد" بأن الراسبين في البكالوريا أغلبهم ضحايا التسرب المدرسي، وأن عددهم لهذه الدورة مخيف، ويجب أن تتم مناقشة الأسباب أولا، إذ تركز الوزارة الوصية على نسب الناجحين والولايات الأعلى وطنيا دون الالتفات إلى المرض المستشري في المدارس الجزائرية".
وطرح عضو النقابة الوطنية لأولياء التلاميذ، عبد المجيد بوحجيلة، في منشور تفاعلي مع الحملة دعم فكرة الاهتمام بالطلاب الذين أخفقوا وكتب "ماذا بعد الفشل؟ لماذا التركيز الأبدي سواء بالإحصائيات الرسمية أوعن طريق الترويج الإعلامي للناجحين فقط، الراسبون هم أيضا أولادنا، يتطلب الأمر الإحاطة بهم نفسيا وتربويا". وأضاف بوحجيلة أن "هذه المسألة يجب أن تطرح علنا للأخذ بأيدي الراسبين وتوعيتهم وتوجيههم لأن الشارع لا يرحم وهو مرتع للآفات".
فيما اعتبرت الباحثة زماموش فتيحة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ هذه الحملة موجهة لجزء من الطلاب الذين أخفقوا في البكالوريا، مشيرة إلى أنه من الخطأ إعدام مستقبل طالب وشاب لمجرد الفشل في الحصول على شهادة.
Facebook Post |
يذكر أن نسبة النجاح في شهادة البكالوريا، بلغت 54.56 في المائة، إذ ترشح أزيد من 674 ألف تلميذ من بينهم أكثر من 264 ألف مترشح حر.