النظام السوري يحرق خان شيخون.. و5% فقط من سكانها صامدون

21 يوليو 2019
قصف وغارات جوية على مدينة خان شيخون(أنس الدياب/فرانس برس)
+ الخط -
تستمر قوات النظام السوري بتصعيد قصفها واستهدافها لمدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، في موجة تدمير تعد الأعنف من نوعها، وحوّلت المدينة إلى "محرقة"، بحسب السكان الذين أجبروا على النزوح منها. وأكدت مصادر محلية أن الغارات الجوية تسببت بنزوح 95 بالمائة من سكان خان شيخون.

وأوضح رئيس المجلس المحلي في خان شيخون، تيم أبو شمس، لـ"العربي الجديد" أن "الأمور تزداد سوءاً بالنسبة للأهالي، ونازحو المدينة يعيشون حياة صعبة ويبحثون عن ملاذ آمن في الوقت الحالي، مع أمل بوقف القصف والعودة للمدينة".

وأضاف أبو شمس، أن "المجلس المحلي يسعى لتأمين الدعم والمساعدة للنازحين وهناك القليل من المنظمات التي استجابت لنداءات المجلس، وتواصلنا مع مجالس محلية في المناطق التي نزح إليها أهالي المدينة في محاولة مساعدتهم".

وقبل اندلاع الثورة السورية بلغ عدد سكان المدينة التي تبعد قرابة 100 كيلومتر عن مدينة حلب و70 كيلومتراً عن مدينة إدلب 53 ألف نسمة، لكن هذا الرقم تغير كثيراً في السنوات السابقة، فالمدينة استقبلت نازحين من مناطق أخرى، قبل أن ينزح سكانها والنازحون إليها نحو مناطق أقل خطراً.


ووصف أحد أبناء مدينة خان شيخون، وائل عبود (38 عاماً)، ما يحدث بـ"المحرقة والدمار الحقيقي، فطائرات النظام لم تفارق سماء المدينة". وقال لـ"العربي الجديد"، "يوم أمس شهد غارات كثيفة، وسحب الدخان شوهدت على بعد كيلومترات من المدينة، وأصوات القصف تثير الرعب وكأنها القيامة، يريد النظام وحلفاؤه تسوية المدينة بالأرض وتحويلها لأنقاض، لم يعد هناك متسع أبداً للحياة فيها لا للبشر ولا حتى الحيوانات".


وأضاف عبود: "في السابق كنا نتدبر أمورنا بالانتقال إلى الأراضي الزراعية، أو نحو أحياء المدينة التي لا يطاولها القصف، ولكن في الوقت الحالي هذا مستحيل، فالسماء مليئة بالطائرات، والموت في كل مكان في المدينة، وهذا النظام وطياروه لا يعرفون الرحمة أبداً، وبالنسبة لي غادرت مع أبنائي نحو أقاربي في مدينة إدلب".

وأكد الدفاع المدني أن طائرات النظام استهدفت خان شيخون أمس السبت بـ37 غارة جوية، كما قصفت الطائرات المروحية الأحياء السكنية فيها بـ12 برميلاً متفجراً.

من جهته، أشار محمد أبو عمار (30 عاماً) من بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد" إلى أن "البلدات الواقعة في ريف إدلب الجنوبي خالية من السكان، والنظام دمر العديد من البلدات فيها، ومنها مدن وبلدات الهبيط وخان شيخون وبلدات واقعة بريف حماة الشمالي ومنها كفرنبودة واللطامنة".

وتابع أبو عمار: "خرجت مع أهلي من بلدة الهبيط قبل نحو شهرين، وتنقلنا بين عدة مناطق، لكن لم يكن لدينا مكان نستقر فيه، فاشتريت أرضاً في منطقة قاح بريف إدلب الشمالي قرب الحدود مع تركيا، وحالياً أعمل على بناء منزل فيها، فالمنطقة تعتبر آمنة نسبياً".

وفي الرابع من أبريل/نيسان 2017، تعرضت المدينة لهجوم بالأسلحة الكيميائية خلف 100 قتيل، وأكثر من 400 مصاب، بمجزرة مروعة كان معظم ضحاياها من الأطفال.