لهذه الأسباب يمزق تلاميذ العراق الكتب المدرسية بعد الامتحانات

17 يوليو 2019
تلاميذ عراقيون مزقوا الكتب المدرسية عقب الامتحانات (فيسبوك)
+ الخط -
تنتشر في مدن عراقية عدة ظاهرة تمزيق الكتب المدرسية بعد انتهاء الامتحانات، فضلا عن تدمير بعض التلاميذ لأثاث المدارس، مما أثار تساؤلات كثيرة حول أسباب الظاهرة التي تؤشر على غضب الطلاب أو عدم قدرة المعلمين على التعاطي معهم.

واعتبر معلمون وتربويون عراقيون أن انتشار تمزيق الكتب بين الطلاب مرده إلى الضغوط الكبيرة التي يتعرضون لها من جراء تراجع مستوى التعليم، وتهالك المدارس، فضلا عن ضغوط الأهل عليهم، وضعف التوعية والثقافة العامة.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي أخيرا، حملات تدعو طلاب المدارس إلى عدم تمزيق الكتب أو العبث بمنقولات المدارس بعد الامتحانات، كما تناول رجال دين الظاهرة المذمومة في خطب الجمعة والدروس، إلا أن ذلك لم يوقف مشهد الكتب الممزقة الملقاة في الشوارع، أو أثاث المدارس المحطم.

وقال الباحث في علم النفس التربوي، عبد الباقي الدليمي، إن "خطورة الظاهرة تكمن في أنها تؤشر على أن الطالب مجبر على الدراسة بينما هو كاره لها، وهذا يعني فشل وزارة التربية في مهمتها، وافتقارها إلى أسلوب يعيد الثقة للطالب في المدرسة باعتبارها طريقه إلى المستقبل".

وأضاف الدليمي لـ"العربي الجديد"، أن "المدارس تعرف الكثير من المشكلات، بينها اعتداء المدرسين للطلبة، وصعوبة المناهج، وسوء أوضاع المدارس، وكُثر من الطلاب يشعرون بأن الدراسة لن تصل بهم إلى ما يتمنون، خاصة وأن البلاد تسير بشكل عشوائي، وتتفشى فيها البطالة".
وقال المعلم ماهر الجواري: "نلاحظ سنويا بعد انتهاء الامتحانات، انتشار أوراق الكتب الممزقة في الشوارع القريبة من المدارس. الطلبة يمزقون كتبهم كأنهم يسعون إلى الانتقام"، وتابع لـ"العربي الجديد"، أن "هناك أسبابا عدة تدفع الطلبة إلى هذا التصرف، بينها ضعف المستوى التعليمي، والإهمال الكبير للمدارس، وغيرها من الأمور التي تزعزع ثقة الطالب بجدوى الدراسة".

من جانبه، قال الطالب حيدر: "الكتاب الذي مزقته سيغيرونه العام المقبل بمنهج آخر، وهذا يحدث كل عام. لولا أهلي لما بقيت في المدرسة، فلا نفع منها بالأساس. أنا لم أمزق كتاب الرياضيات لأن أستاذ المادة محترم، لكني مزقت كتب الفيزياء واللغة الإنكليزية لأن المدرسين كانوا يضربوننا".

وأوضح الناشط المدني صلاح العبيدي أنه "قبل 2003، كان الكتاب يشكل أهمية بالغة للطالب، وكان يحافظ عليه جيدا، وكان التعليم يخضع لضوابط مشددة، والمناهج عالية المستوى، والطالب يشعر بأن المدرسة تؤهله للمستقبل. لكن الأمر مختلف تماماً حاليا".

وأضاف العبيدي أن "وزارة التربية من بين أفشل الوزارات في العراق، وهناك أخطاء فادحة ترتكب، منها التغيير المتكرر للمناهج الدراسية، وافتتاح مدارس أهلية أثبتت فشلها الذريع، وعدم معالجة ظاهرة ضرب الطلبة التي استفحلت في السنوات الأخيرة، والطالب يشعر بعدم أهمية التعليم، وربما يحاول من خلال تمزيق الكتب الانتقام من المدرسين، ومن طريقة إدارة الحكومة لمنظومة التعليم".

المساهمون