ضرب مبرح لمهندسين عرب رداً على صورة "مسيئة" لنساء كازاخستان نشرها لبناني

29 يونيو 2019
الصورة التي أثارت أزمة ضد العرب في كازاخستان (فيسبوك)
+ الخط -
تعرّضت مجموعة من المهندسين العرب لدى شركة مقاولات في كازاخستان للضرب المبرح، من قبل مجموعة من زملائهم الكازاخيين رداً على قيام أحدهم (لبناني الجنسية) بنشر صورة اعتبرت مسيئة للمرأة الكازاخية.

وأظهرت لقطات فيديو متداولة عبر مواقع التواصل قيام عدد كبير من الأشخاص بمطاردة المهندسين العرب، وأغلبهم من الجنسيات الأردنية والفلسطينية واللبنانية، والتعدي عليهم بالضرب والركل داخل موقع العمل في مدينة تينجيز.
وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في بيان، أن الحريري طلب من الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، التحرك بسرعة وإجراء الاتصالات اللازمة لتبيان تفاصيل الإشكال المؤسف في إحدى الشركات في كازاخستان بين بعض المواطنين هناك وأحد اللبنانيين، والعمل على تسهيل عودته إلى لبنان.
أضاف المكتب: "على الفور، أجرى اللواء خير سلسلة اتصالات شملت السلطات الكازاخستانية ومسؤولي الشركة والجالية اللبنانية، واطلع منهم على أوضاع الموظفين والعمال اللبنانيين في الشركة، وتبلغ منهم أنه تم تطويق الإشكال الحاصل، والجهود متواصلة لإنهاء ذيوله نهائياً.
بدوره، أبلغهم اللواء خير وضع كافة إمكانات الهيئة بتصرف الجالية اللبنانية". 

الخارجية الأردنية: تم تأمين جميع العمال
من جهة أخرى، قال الناطق باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، سفيان القضاة، في بيان اليوم السبت، إن "الوزارة تتابع من خلال السفارة الأردنية في نور سلطان (أستانة) حادثة الاعتداء، والسفير الأردني في كازاخستان طلب بصورة رسمية من السلطات اتخاذ  الإجراءات اللازمة لتأمين الحماية الأمنية الفورية للمواطنين الأردنيين، وتجاوبت السلطات مع الطلب، وأصبحت الأمور تحت سيطرة الأمن".
وأوضح القضاة أن "الأردنيين العاملين في المنطقة بخير، وهناك إصابات طفيفة، وتم توفير العناية الصحية لهم، والسفارة مستمرة بالتواصل مع كافة الأردنيين هناك للاطمئنان إلى أوضاعهم وتأمين حاجاتهم".
إلى ذلك، روى موقع صحيفة "أق جاييق" الكازاخية أنه عند وصول العمال الكازاخيين إلى مركز البناء في الشركة، صباح اليوم، أبلغ العمال العرب العمال الكازاخيين بأن إجراءات قد اتخذت في الشركة بعد فصل الشاب صاحب الصورة بسبب الإشكال، وأنه سيتم التشديد عليهم، ما اعتبره العمال الكازاخيون إجراء غير مبرر بحقهم، فتراكض نحو 120 منهم إلى إدارة الشركة وحطموا المبنى واعتدوا بالضرب على أربعة مهندسين عرب. وفي الوقت عينه، وبحسب الصحيفة، توجه مئات من العمال الكازاخيين بعدما أخذوا 12 حافلة من حافلات الشركة إلى أماكن سكن اللبنانيين، حيث لاقتهم مجموعات أخرى أيضاً. وتوجهت وحدات خاصة ووحدات مكافحة الشغب إلى أماكن سكن اللبنانيين والعرب إلى تلك المنطقة.


وتداول كثيرون عبر مواقع التواصل صورة قيل إنها سبب الأزمة، يظهر فيها المهندس اللبناني مع زميلة له من الجنسية الكازاخية، وقيل إن الصورة فهم على أنها سخرية من المرأة، ما أغضب مواطنيها الذين قرروا الانتقام ممن نشرها.




كذلك تداول ناشطون مقطع فيديو يظهر فيه الشاب الذي نشر الصورة، أكد فيه اعتذاره عن تسبب تلك الصورة في غضب بعضهم، موضحاً أنه لم يقصد من نشرها أي إساءة، وإنما السيدة التي ظهرت معه في الصورة هي زميلة له.



وقال مصدر حكومي أردني في تصريحات صحافية إنه "لا يمكن بعد التوثق من صحة مقاطع الفيديو المتداولة التي تتضمن الاعتداء على أردنيين في كازاخستان، وإن كانت تعود فعلياً للحادثة من عدمه"، مؤكداً أن "الإصابات بين الأردنيين طفيفة، والاعتداء طاول عدداً من أبناء الجالية العربية، وسبب الاعتداء خلاف حصل مع أحد المواطنين العرب".





الخارجية الفلسطينية: العمال بخير وأمان

في وقت لاحق، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية: "إن مهندسينا وعمالنا، العاملين في مواقع البترول التابعة لشركة الـ(سي سي سي) الفلسطينية اللبنانية في جمهورية كازاخستان، بخير وأمان".

وأوضحت الخارجية الفلسطينية في بيان لها وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد" أنه "تم نقل أولئك المهندسين والعمال إلى قاعدة عسكرية كازاخية قريبة، حماية لهم من هجوم العمال الكازاخيين الغوغاء، الذين هاجموا كل من ليس كازاخياً في ذلك الموقع النائي في كازاخستان".

ووفق الخارجية الفلسطينية، فإن أحزاب المعارضة الكازاخية التي كانت تريد الاحتجاج على نتائج الانتخابات الأخيرة ولإحراج الحكومة أمام الرأي العام الدولي ساهمت في تحريض الكازاخيين.

وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى استجلاب سفير دولة فلسطين منتصر أبو زيد قوات التدخل السريع في الجيش الكازاخي لتوفير الحماية للعمال المعتدى عليهم، ونقلهم أولاً إلى مكان مؤقت، ومن ثم إلى قاعدة عسكرية لحين استكمال الإجراءات اللازمة لفض الاعتداء، لضمان عدم تكراره، بما فيه نقلهم إلى أماكن إقامة منفصلة عن أماكن إقامة العمال الكازاخ.

وتابعت الخارجية: "إن السفارة تنتظر نتائج تحقيق السلطات الكازاخية لمحاسبة المسؤولين والغوغائيين على فعلتهم"، مردفة "سيقوم السفير بزيارة الجرحى والاطمئنان عليهم وزيارة أماكن العمل والعلامات للتأكد من عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات".

وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين لدولة فلسطين أن هذا الحادث المنفصل "يجب ألا يؤثر على طبيعة العلاقات المميزة التي تربط دولة فلسطين بجمهورية كازاخستان، خاصة أن الاعتداءات لم تكن تستهدف العمال الفلسطينيين بعينهم، لكن شاءت الظروف بوجود أعداد كبيرة منهم في ذلك المكان".

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية: إنها "ستتابع عبر سفارتها في نور سلطان التعاون والتنسيق مع الخارجية الكازاخية للتأكد من اتخاذ كامل الإجراءات المطلوبة بخصوص هذا الاعتداء من تحقيق ومحاسبة وإجراءات كفيلة بعدم تكراره وبضمانات الدولة الكازاخية". مشيرة إلى أنها تتابع بأدق التفاصيل هذه القضية، ويمكن لأي مواطن يرغب في الاستفسار عن أوضاع العمال التواصل مع السفارة مباشرة.

وقالت: "إن السفارة في كازاخستان ستقوم وبشكل دوري في تصدير بيانات توضيحية لأية تطورات تحصل لها علاقة بهذا الحدث، كما سيعقد اجتماع طارئ صباح يوم الإثنين، في مقر الخارجية الكازاخية بحضور سفراء كل من فلسطين والأردن ولبنان، وربما أيضاً نائب عميد السلك الدبلوماسي العربي، سفير دولة الكويت، لدراسة التدابير المطلوبة لضمان سلامة مواطنيهم والتأكد من محاسبة المعتدين وعدم تكرار مثل هذه الحوادث".