إسطنبول نحو إجراءات مشدّدة لضبط الوجود السوري وترحيل 50 ألف مهاجر

10 يونيو 2019
متاجر سورية في إسطنبول (أوزان كوز/فرانس برس)
+ الخط -
تعهد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، مساء أمس الأحد، بفرض الاستقرار في إسطنبول، وضبط وجود السوريين فيها واستعادة النظام العام في المدينة خلال الأشهر الستة المقبلة. كما تعهد بترحيل 50 ألف مهاجر غير شرعي من إسطنبول بحلول نهاية العام الجاري.

وخلال لقاء صويلو مع أهالي إسطنبول ضمن برنامج العيد، ألقى خطابا بالحاضرين تناول فيه وجود السوريين في تركيا، وقال: "السوريون في تركيا موجودون منذ عام 2011 وقدموا نحو مليون شهيد، ولا توجد صحة للادعاءات بمنح رواتب لهم من قبل الدولة التركية، وهؤلاء هربوا من الانتهاكات بحقهم، ونحن اشتركنا معهم على مدى 402 عام تحت راية واحدة، فهل ندير لهم ظهورنا، تركيا شهدت خلال هذه الفترة ميلاد 450 ألف طفل سوري، ساهمت هذه الاستضافة بحصول الخير لتركيا".


وواصل صويلو متحدثا عن الوجود السوري في تركيا بقوله: "يجب على الجميع الالتزام بالقوانين التركية، كائناً من كان ومن أي مكان جاء، فلن نسمح لأحد بتخريب النظام العام في تركيا، ولن يسمح لأحد النوم في المتاجر بعد الآن، وأعطيت التعليمات بذلك، وهذا لن يكون عبر التجرد من الإنسانية أو عمل ما يسيء لهم، بل عبر تنظيم دورات مكثفة مستمرة لتعليم اللاجئين أساليب التأقلم المجتمعي".

الوزير التركي استشهد بتعليمات وأوامر أرسلت إلى ولاية كيليس الحدودية مع سورية، حيث الوجود السوري مكثف فيها مفادها أنه "استبدلت اللوحات الدعائية المكتوبة بالعربية بأخرى بالتركية، وسمح بكتابة عربية بخطوط صغيرة تحتها، فتركيا هي التي تضع القواعد الناظمة، ولا يحق لأحد ألا يلتزم بهذه القوانين، فالدولة التركية يحق لها وضع القوانين المناسبة لها".

وأضاف: "سنواصل استضافة السوريين في تركيا، ولكن أرجو إعطائي مهلة 6 أشهر، أتعهد خلالها بالحفاظ على النظام العام بنسبة 100 في المائة في كل مناطق إسطنبول، ومن قبل الجميع، أقولها بكل وضوح خلال 6 أشهر فقط في كل إسطنبول".


وناشد المواطنين الأتراك قائلا: "أرجو الاعتماد علينا، اصبروا قليلا، كل شيء سيكون منتظما، ومن وضعه ليس قانونياً أو يوجد بشكل غير نظامي سيتم ترحيلهم، وخلال هذه المرحلة نرجو عدم التصرف بشكل يسبب الظلم لإخوتنا (السوريين)، محاسبة من لا يلتزم بالنظام العام هذا عمل الحكومة وهذا ما يتطلب 6 أشهر".

وفي نفس السياق، تعهد صويلو بترحيل 50 ألف مهاجر غير شرعي من إسطنبول، بعد أن تحولت تركيا لمحطة انتقال لأوروبا، وقال: "المهاجرون يأتون من أفغانستان وباكستان وسورية والدول الأفريقية من جنسيات متعددة. وهناك مليونا أفغاني في إيران على مقربة من حدود تركيا يتحينون الفرصة للقدوم إلى تركيا والهجرة منها بسبب الأزمات الاقتصادية، وتم ترحيل 4500 مهاجر من إسطنبول العام الماضي. وهذا العام جرى ترحيل 13 ألف مهاجر، وبنهاية العام سيصل العدد إلى 50 ألف مهاجر، فتركيا لن تسمح بأن تتحول إسطنبول لمركز الهجرة غير الشرعية"، دون أن يشرح آليات ترحيل المهاجرين والمقاييس التي ستتم مراعاتها.

وتستضيف تركيا قرابة 4 ملايين لاجئ سوري هربوا من هجمات النظام الوحشية والقصف بالبراميل، فيما بات الوجود السوري يشكل أداة في السياسة الداخلية بين الأحزاب التركية المختلفة، وخاصة من قبل المعارضة، ليدخل، حديثا، حزب العدالة والتنمية الحاكم في هذا المضمار.
المساهمون