طريقة مقتل محامية عراقية في بغداد تستنفر الشرطة والرأي العام

30 مايو 2019
الانفجار وقع داخل السيارة التي كانت تستقلها (فيسبوك)
+ الخط -

قال جهاز الشرطة العراقية في العاصمة بغداد، اليوم الخميس، إن تحقيقاً على مستوى كبير يجري لمعرفة ملابسات مقتل محامية عراقية بواسطة قنبلة يدوية، داخل سيارة كانت تستقلها أول من أمس الثلاثاء جنوبي العاصمة.

ويتداول عراقيون على مواقع التواصل شريط فيديو لانفجار داخل السيارة، التي كانت تستقلها المحامية العراقية فائزة العزي وثّقته كاميرا مراقبة قريبة من الحادث.

ويظهر في التسجيل زوج الضحية وهو يترجل من السيارة ويتقدم إلى منزل بالجهة الشمالية من مكان توقف السيارة، ثم عودته ودخوله منزلاً مقابلاً له قبل أن يحدث انفجار في السيارة ويخرج مصدوماً من هول ما رأى أمامه.

وقال مسؤول أمن عراقي لـ"العربي الجديد"، إن قوات الأمن اعتقلت زوج المحامية التي يعتبر الشخص الرئيسي المشكوك به في الحادثة، وهناك توقعات بأن المحامية قد انتحرت من خلال فتح مسمار أمان رمانة يدوية موجودة في سيارة زوجها، الذي يعمل ضابطاً في الجيش برتبة مقدم، مؤكداً أن ذوي الزوجة اتهموا زوجها بالوقوف وراء الجريمة لكونها كانت بمشاكل معه ووصلت إلى حدّ رفع دعوى طلاق.

مؤكداً أن الضحية تعرّضت لانفجار رمانة يدوية من النوع الخطير والانشطاري وهي داخل سيارة الزوج، الذي ترجل من السيارة إلى المنزل بشكل غير مفهوم، وأفاد أن الزوج يقول إن الرمانة كانت في سيارته ولا يدري لماذا عبثت بها زوجته.

من جهته، أكد عضو نقابة المحامين العراقيين باسم اللامي، أنّ "الحادثة مثيرة للشكوك"، مبيناً أن "المحامية عملت معنا عدة سنوات وعرفت بهدوئها وشخصيتها القوية، فالانتحار أمر مستبعد، لا يمكن أن تقدم عليه"، مبيناً أنّ "النقابة تتابع ملف القضية وتطلع على تفاصيل التحقيقات أولاً بأول للوصول إلى الحقيقة".

وأشار إلى أنّ "خطر استخدام الانتحار كغطاء لجرائم القتل بدأ يتصاعد بشكل لافت. يجب على الجهات القضائية التحقيق بأي حادثة، وأن تأخذ دورها لكشف الملابسات".

وتتابع مفوضية حقوق الإنسان العراقية ملف الانتحار في العراق، مطالبة الجهات الأمنية بالتحقيق فيه. وقال مسؤول في المفوضية، لـ"العربي الجديد": "نتابع بقلق شديد ملفات الانتحار الكثيرة في العراق. نتعاون مع الشرطة المحلية لفتح بعض الملفات التي تثير القلق، وقد تكون حوادث قتل"، مبيناً: "سنتابع حادث المحامية ونقف على تفاصيله".واستبعد أن "يكون الحادث انتحاراً".

وكانت مصادر أمنية عراقية قد كشفت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أنّ ظاهرة الانتحار تم استغلالها أخيراً كـ"قناع" لإخفاء جرائم القتل التي تنفذها جهات خارجة عن القانون في البلاد، ومع ضبابية مشهد العنف هذا يبقى مصير عشرات الضحايا مجهولاً بين الانتحار والقتل.

 

المساهمون