58 يوماً على اعتصام أساتذة تونس الجامعيين: سيناريوهات مفتوحة

22 مايو 2019
الجامعة العمومية خط أحمر (فيسبوك)
+ الخط -
يراوح ملف الأساتذة الجامعيين الباحثين في تونس مكانه بعد اعتصام طال أمده، ومصير غامض للطلبة عاد أغلبهم للديار دون إنهاء امتحاناتهم إلى حين إشعار آخر، مع إبقاء كافة السيناريوهات مفتوحة أمامهم.

وأكد المنسق العام المساعد لاتحاد الأساتذة الباحثين (إجابة)، زياد بن عمر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّه "مضى أكثر من 58 يوماً على اعتصام الأساتذة الجامعيين، وهي فترة قضوها تحت مدارج وزارة التعليم العالي، مع استمرار تجميد أجورهم للشهر الثالث على التوالي في انتظار وعود بصرفها قريباً، وهو ما يأملونه"، مشيرا إلى أنه "في حال صرفت رواتب الأساتذة الجامعيين يصبح بالإمكان اعتبار هذا المؤشر إيجابياً نسبياً للخروج من وضعية اللاقانون نحو القانون".

وأوضح زياد أن أيديهم تبقى دائما مفتوحة للحوار ولتطبيق اتفاق 7 يونيو/حزيران 2018، وهو اتفاق ينتظر التفعيل، وإنهم كثيرا ما نادوا بتنفيذه على أرض الواقع، مشيرا إلى استعداد اتحاد الأساتذة الباحثين للتفاوض من أجل التطبيق الجدي للاتفاق، خصوصاً أن الحل حالياً بيد وزارة التعليم العالي ورئاسة الحكومة لتطبيق وعودها والتعهد بما التزمت به سابقا.

وأضاف أن المسؤولية يتحملها هذان الطرفان، فإما انفراج للأزمة من خلال التطبيق الجدي للاتفاقات أو استمرار الوضع على ما هو عليه.

وأفاد المتحدث بأن أكثر من 100 مؤسسة جامعية لم تقدم الامتحانات للطلبة ووصل عدد الأساتذة الجامعيين المضربين إلى نحو ثلاثة آلاف أستاذ، مضيفا أنهم إلى غاية اليوم لم يلمسوا أي جدية في حلحلة الأزمة ويأملون بأن يتحلى الطرف الوزاري بالجدية والمسؤولية في التعاطي مع الأزمة، إذ إن من واجب الدولة تطبيق الاتفاقيات الموقعة.

وأشار إلى أن تدارك الامتحانات يبقى رهين الجدية في تطبيق الاتفاق السابق لحل جميع الإشكاليات، مبينا أنّ لديهم مطالب وهم ساعون إلى تطبيقها وضمان الحقوق المعنوية والمادية للأساتذة الجامعيين. وأوضح أن الصراع اليوم هو صراع من أجل الدفاع عن الجامعة العمومية التونسية التي تعاني عديد الصعوبات والإشكاليات، وإن المعركة ليست مطلبية فقط بل هي معركة وطنية لديمومة الجامعة وصيرورتها.

واعتبر أن هجرة الأساتذة الجامعيين والظروف الصعبة التي يعانيها الأستاذ الجامعي لا يجب أن تتكرر مع المستشفيات العمومية ويلقى موظفوها المصير ذاته. ورأى أن من واجبهم دق ناقوس الخطر، واليوم لم يعد هناك أي مجال للرجوع إلى الوراء.

ويشار إلى أن الأساتذة الجامعيين الباحثين نفذوا منذ بضعة أسابيع مسيرة ووقفة احتجاجية أمام وزارة التعليم العالي، مرت عبر شارع بورقيبة لتتوقف أمام المسرح البلدي، دفاعاً عن كرامة الجامعيين وضد إقامة جامعات أجنبية في تونس، مطالبين بتخصيص الاعتمادات الضرورية لمعالجة أوضاع الجامعة العمومية التونسية وللدفاع عن كرامة الأستاذ الجامعي وإنقاذ الجامعة العمومية، رداً على ما وصفوه بمغالطات وزارة التعليم العالي بخصوص تحركاتهم ومطالبهم.  

المساهمون