يخوض طلاب الصف الأول الثانوي في مصر، غداً الأحد وحتى 30 مايو/أيار الجاري، امتحانات نهاية العام الدراسي إلكترونياً باستخدام الجهاز اللوحي "التابلت"، بعد أن فشلت التجربة منذ تطبيقها على طلاب المرحلة تحت شعار "الثانوية العامة الجديدة"، كما حدث من قبل في امتحان نصف العام، وبعدها امتحانات مارس/آذار الماضي، وسط حالة من الجدل حول النظام الجديد وضرورة العودة إلى النظام الورقي.
وقبل بداية امتحان اللغة العربية بساعات، تم تداول معلومات تشير إلى تسريب أسئلته، فيما توعدت إحدى صفحات "الغش شاومينج" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بنشر تسريبات صور امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي غداً قبل بدء الامتحانات بدقائق قليلة، لتتكرر نفس الأزمة التي حصلت مع طلاب تلك الفرقة خلال الفصل الأول، إذ تم تسريب معظم مواد الامتحانات، واعترفت الوزارة بذلك، كما حدث غش جماعي للطلاب داخل فصول الامتحانات من دون أي تدخّل من جانب المدرسين أو المشرفين على الامتحانات.
وطالب وزير التربية والتعليم في مصر، الدكتور طارق شوقي، مديريات التعليم، من خلال منشور تم إرساله إليها اليوم السبت، بالالتزام بالتعليمات الواردة من الوزارة بخصوص امتحانات الغد، وهى دخول الطلاب مبكراً يوم الامتحان، وفي حال فصل "التابلت" من الطالب أثناء الامتحان يتم عمل محضر إثبات حالة ويحال الأمر إلى الشؤون القانونية، والتنبيه على شحن "التابلت" جيداً. وفى حالة تعطل السيرفر يتم إجراء امتحان ورقي بعد موافقة غرفة عمليات الوزارة، وباستخدام الكتاب "أوبن بوك". ويمنع اصطحاب الهاتف المحمول للطالب وللمعلم. وفى حالة سرقة أو فقدان "تابلت الطالب" يتم أخذ تعهّد على الطالب بتحرير محضر في الشرطة ويتم امتحانه ورقيًا.
فيما اعترف مسؤول في وزارة التربية والتعليم بتسريب الامتحانات بإيعاز من الوزارة نفسها، مشيراً إلى أن دخول الكتاب المدرسي والكتب الخارجية مع الطالب يدل على الغش في الامتحانات، وفشل الوزارة وعدم التمييز بين الطالب المجتهد وغير المجتهد، لافتاً إلى أن عدد الطلاب الذين سيؤدون الامتحانات غداً يصل إلى 650 ألف طالب موجودين في 17 ألف مدرسة. موضحاً أن المدارس التي بها تطور تكنولوجي أقل من 200 مدرسة، وهو ما يشير إلى فشل نظام "التابلت" في المدارس المصرية، متوقعاً عودة الامتحان الورقي في امتحانات يوم غد، بالإضافة إلى حدوث حالة من الارتباك داخل المدارس من تعطل وصول ورق الأسئلة إلى الطلاب في الوقت المحدد.
وقال الخبير التربوي والباحث في المركز القومي للبحوث التربوية، الدكتور كمال مغيث، إن استمرار قرار وزير التربية والتعليم على النظام الجديد يدل على مدى التخبط الذي تسير عليه الوزارة، موضحاً أن أكثر من 90 بالمائة من المدارس المصرية تفتقد إلى البنية الأساسية من حيث التطور التكنولوجي، مشيراً إلى أن قرار الوزارة بعودة النظام الورقي غداً في عدد كبير من المدارس، دليل على فشل تجربة الامتحانات من خلال التابلت، قائلًا: "لازم نرجع إلى الامتحانات الورقية، لحدّ ما ندرس الموضوع، لأنه من المفترض تدريب المعلمين والمفتشين والطلاب قبل تطبيق هذا النظام، كما أنه لابد من تطوير المناهج كي تتناسب مع التابلت".