ينفق مئات الآلاف من الأشخاص في المغرب أموالاً باهظة على ألعاب الحظ والرهان وسباقات الخيول، وقدّر تقرير لشركة "المغربية للألعاب" عدد ممارسي هذه الهوايات بنحو 5 ملايين شخص خلال عام 2018.
ويوثق تقرير الشركة الوطنية بأن هواة هذا النوع من المراهنات والمسابقات يميلون إلى سباقات الخيول أكثر من غيرها، وتليها المسابقات الرياضية مثل "لوطو" و"طوطو فوت" وغيرهما.
وتؤكد الشركة أنها تحرص على "سياسة اللعب المسؤول" التي تهدف إلى الوقاية من اللعب المفرط من خلال التحكم في مبالغ الرهان بما يمنع تجاوز قيمتها المادية 200 درهم (دولار واحد يساوي 9.6 دراهم)، كما يحظر اللعب على القاصرين.
ورغم هذه القيود، إلا أن الواقع يشهد حالات كثيرة لمدمنين على ألعاب الحظ وسباقات الخيول، وبلغت بعض حالات الإدمان درجات خطيرة، وتسببت في مآسٍ اجتماعية وأسرية بينها الطلاق والسجن.
وقال فؤاد، وهو أحد مدمني سباقات الخيول والتي تسمى في المغرب (العَودة)، إن عدم تجاوز قيمة 200 درهم في الورقة الواحدة يمكن التحايل عليه بلعب أكثر من ورقة، وفي أكثر من محل مخصص لهذه الألعاب.
وأوضح أن إدمانه على رهانات الخيول بدأ بفضول ورغبة في التجريب، لكن بتوالي اللعب كان يغمره الطمع في الفوز، خاصة أنه سمع عن ربح البعض للملايين. مشيراً إلى أنه لعب مرة ورقة من فئة 200 درهم، ففاز بمبلغ 250 ألف درهم، لكنه لم يستفد من المبلغ إلا قليلاً، إذ عاد ليستغله في اللعب، راجياً الفوز بمبلغ أكبر، وهو ما لم يحصل أبداً.
وقالت الباحثة في علم الاجتماع بجامعة الرباط، ابتسام العوفير، لـ"العربي الجديد"، إن "آلاف المغاربة أدمنوا على ألعاب الرهان طمعاً في ثروة سريعة تكفيهم عناء العمل. سراب الحصول على مال بدون جهد يدفع الكثير من الأشخاص للرهانات، رغم أن التبعات الاجتماعية خطيرة، حيث تتفكك أسر بسبب تبذير المال، ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى السرقة أو بيع الأثاث من أجل مواصلة اللعب".