السفارة الإيرانية تستولي على شارع حيوي وسط بغداد وناشطون ينددون

14 ابريل 2019
قطعه من الوسط بالكتل الإسمنتية (فيسبوك)
+ الخط -



أطلق ناشطون عراقيون حملة على منصات التواصل الاجتماعي، للتنديد بما سموه ابتلاع السفارة الإيرانية في بغداد للشارع الرئيسي المجاور لها وقطعه من الوسط بالكتل الإسمنتية، مطالبين الحكومة العراقية بإجراءات رفع الكتل الإسمنتية وفتح الطرق التي أطلقتها مطلع العام الجاري وشملت مؤسسات ومقرات حكومية وبعثات دبلوماسية مختلفة.

وتقع بناية السفارة الإيرانية في بغداد بحي كرادة مريم ومجاورة للمنطقة الخضراء وسط العاصمة، وتقوم بقطع الطرق المحيطة بها، إلا أنها قامت بالفترة الأخيرة بأخذ نصف الشارع الرئيس المؤدي إلى عدة مناطق في جانب الرصافة من بغداد وقطعته بالكتل الإسمنتية العالية، وهو ما أدى إلى اختناق مروري حاد ومستمر، خاصة أوقات خروج الموظفين أو مع بدء دوام الجامعات والمدارس صباحا ببغداد.

وتعتبر منطقة كرادة مريم من المناطق التي شهدت عمليات تغيير ديموغرافي عقب عام 2003، إذ قامت قوات الاحتلال الأميركية بتهجير المئات من العائلات العراقية ضمن مشروع إنشاء المنطقة الخضراء وإحاطتها بسور إسمنتي.

وقال موظف في أمانة العاصمة بغداد لـ"العربي الجديد" إنّ السفارة الإيرانية رفضت في وقت سابق إجراءات رفع الكتل الإسمنتية واعتبرت نفسها هدفاً للجماعات الإرهابية، إلا أنه بالفترة الأخيرة قامت بتوسيع رقعة إجراءاتها الأمنية لتكون بشكل يضيّق على حياة سكان بغداد المنتقلين من الكرخ إلى الرصافة أو العكس.

وبيّن أن الموضوع أثير بعد نجاح ناشط بالتقاط صور لتلك الكتل الإسمنتية التي تتوسط الشارع ونشرها على مواقع التواصل، إذ تمنع قوات الأمن المكلفة بحماية السفارة التقاط الصور في هذه المنطقة تحديداً.

ويقول أبو غزوان، وهو سائق سيارة أجرة في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الشارع الذي تسيطر عليه السفارة الإيرانية هو شارع حيوي جدا، ونحتاج الى فتحه ورفع السيطرة التي عند مدخله، والتي تضيّق كثيرا على المواطنين والسيارات"، متابعا "لا يمكن لك دخول الشارع إلّا بعد اجتياز السيطرة والتفتيش الدقيق، ما خلق زحاما شديدا في الشوارع الأخرى القريبة من المنطقة".

ويؤكد "أصبح هذا الشارع مقرفا بالنسبة لنا، إذ إنّ أغلب شوارع بغداد رفعت عنها السيطرة الأمنية، كما تم رفع الحواجز الكونكريتية عن الدوائر والمدارس والجامعات، فلماذا لا ترفع عن السفارة الإيرانية؟ هل هي بناية مقدّسة وأهم من الدوائر والمدارس العراقية؟".

وعلى الرغم من وجود الحواجز الكونكريتية المحيطة بالسفارة والتي ابتلعت نصف الشارع، فإنّ الشارع يعد من أكثر شوارع العاصمة مراقبة بمنظومة كاميرات مراقبة حديثة.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد عراقيون استحواذ السفارة على نصف الشارع، مطالبين رئيس الحكومة برفع الحواجز عنها أسوة بالسفارات الأخرى ببغداد.

وقال محمد المحمداوي "يعبر المواطنون عن استيائهم من استحواذ السفارة الإيرانية على نصف شارع حيوي في منطقة الصالحية بـالعاصمة بغداد، ويطالبون رئيس الوزراء برفع الكتل الكونكريتية عن السفارة، أسوة بما حصل مع أقرانها من السفارات الصينية والسويدية والبرازيلية".

فيما ذكر الناشط سعد الشمري أنّ "السفارة الايرانية تتجاوز على شارع عراقي حيوي في بغداد"، متسائلاً "هل تستطيع الحكومة العراقية أن تخاطب السفارة الإيرانية لرفع التجاوز؟ هل هناك سفارة دبلوماسية في العالم تتجاوز على الشعب المستضيف لها إلا إذا كانت محتلة".

وقال المواطن وسام المهندس في تعليق له على حساب "الخوة النظيفة" على "فيسبوك": "نطالب برفع الكتل مع البناية ورميها خارج الحدود العراقية، حتى تنظف بغداد".

دلالات