المعارضة في خدمة جميع الحجاج السوريين

05 مارس 2019
في طريقهم إلى الحجّ في عام سابق (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت لجنة الحجّ العليا السورية التابعة للائتلاف الوطني المعارض، اليوم الثلاثاء، أنّ حصتها من تأشيرات الحجّ لهذا العام بلغت 22 ألفاً و500 تأشيرة، بزيادة ثلاثة آلاف و500 تأشيرة عن العام السابق، مؤكّدة أنّها الطرف الوحيد المعتمد للحجاج السوريين. وفي مؤتمر صحافي في إسطنبول، قال رئيس اللجنة سامر بيرقدار إنّ اللجنة وهي مؤسسة تتبع للمعارضة السورية، تحرص على أن يكون الحجّ "ملفاً تعبدياً بعيداً عن السياسة".

على الرغم من مساعي النظام السوري المتواصلة للتشويش على المعارضة السورية في شتى المجالات، حتى في أمور الحجّ، فإنّ لجنة الحجّ العليا السورية التابعة للائتلاف الوطني المعارض تمكّنت من التغلب على ذلك من خلال مقاربة للحج تشمل قبول جميع السوريين من دون النظر إلى اتجاهاتهم السياسية، الأمر الذي جعلها جهة موثوقاً فيها فتستمرّ بعملها في خدمة الحجّاج السوريين منذ عام 2013.

وفي تلاوته بيان اللجنة، أكّد بيرقدار أنّهم وقّعوا اتفاقية ترتيبات شؤون الحج السوري لهذا العام، مضيفاً أنّه "تمّ الاجتماع مع نائب وزير الحج والعمرة في السعودية ووكلاء وزارات الداخلية والخارجية وإدارة الجوازات، بالإضافة إلى المؤسسات الأهلية التابعة لوزارة الحج والعمرة". وشدّد على أنّ اللجنة "تخدم كل السوريين على حدّ سواء، ولا تميّز بينهم بناءً على مواقفهم السياسية أو انتماءاتهم العرقية، لتقدّم بذلك نموذجاً مثالياً لمؤسسات سورية بالمستقبل".

وعن مواعيد بدء تقديم طلبات الحجّ، أوضح بيرقدار أنّ "التسجيل لحجّ هذا العام بدأ في 16 فبراير/ شباط الماضي وينتهي في 18 مارس/ آذار الجاري، وذلك عبر كل المكاتب المنتشرة في الشمال السوري وتركيا ومصر ولبنان والأردن، بالإضافة إلى الإمارات والكويت وقطر". ولفت إلى أنّه "على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تعمل بها لجنة الحجّ العليا السورية، فإنّها أخذت على عاتقها حفظ كل حقوق الحجاج السوريين على اختلاف أمكنة إقامتهم، لتصل إلى رؤيتها وهي أن تكون المؤسسة الأمثل في خدمة حجّاج بيت الله الحرام على مستوى العالم الإسلامي". وفصّل بيرقدار أنّه "إمّا أن يسجّل الراغب في الحجّ من المناطق الحدودية نفسه عند معبرَي باب الهوى وباب السلامة الحدوديَّين للمناطق الشمالية، وإمّا أن يذهب إلى بيروت بالنسبة إلى المناطق الأخرى في الداخل السوري"، مشيراً إلى أنّه قُدِّم أكثر من 32 ألف طلب للحجّ حتى الآن، بالتالي "سوف يُعتمَد نظام القرعة هذا العام"، وتكون النسبة 65 في المائة للأكبر سناً بالإضافة إلى 35 في المائة للشباب.




في السياق ذاته، يتحدّث بيرقدار لـ"العربي الجديد" عن "مساعي النظام لزعزعة مكانة اللجنة في المجتمع السوري ومحاولة التشويش على مهامها". يضيف أنّه "عندما أثبتت لجنة الحجّ العليا السورية إمكانيتها خدمة السوريين في مختلف أماكن إقامتهم وتوجّهاتهم السياسية، أزعج ذلك النظام. فراح في كلّ عام يحاول التشويش، إمّا بإصدار جوازات قبل أن يعمّم أرقامها لتكون مطلوبة، وإمّا بطلب الناس إلى فروع الأمن، وإمّا بمطالبة شركات السياحة والسفر بالتواصل مع السعودية لأخذ حصّة تُسمّى حجاً سياحياً. لكنّ كل هذه الأساليب باءت بالفشل، بالطبع".

ويبرر بيرقدار محاولات النظام هذه بأنّه "يحاول استعادة هذا الملف بأيّ شكل من الأشكال. لكنّ ثبات لجنة الحجّ العليا السورية، في تطوير الخدمات وإثباتها وجودها في إطار بعثات الحج، دفعا في اتّجاه توقيع الملف بالكامل مع اللجنة. ونحن نخدم السوريين ونقول لهم: أهلاً وسهلاً فالحجّ للجميع". يضيف: "نتمنّى أن تتمكن مؤسسات المستقبل في سورية أن تعمل للجميع، إذ إنّ النظام لا يملك مؤسسة تعمل في هذا التوجّه. مؤسساته تعمل لحاضنته فقط، والمعارضة محاربة دائماً. على سبيل المثال، موضوع جوازات السفر. هو يعطي مؤيّديه جوازات لستّة أعوام ومعارضيه لعامَين".

وعن تعامل اللجنة مع الآتين من مناطق سيطرة النظام، يقول بيرقدار إنّ "التعامل مع هؤلاء يكون بمثل تعاملنا مع من يأتي من مناطق المعارضة. نحن لا نفرّق بين السوريين ونخدم كلّ سوريّ. فنطلب منه جواز سفره، ونقدّم له كل الخدمات المتوفرة. هذا هو منهجنا منذ تأسيس اللجنة". ويلفت بيرقدار إلى "صعوبات تواجه عمل اللجنة، لا سيّما عدم توفّر إعلام رسمي للمعارضة حتى الآن. ونحن نبحث عن وكالات أنباء ووسائل إعلام لإيصال رسائلنا عبرها، بخلاف النظام الذي يمتلك أدواته ذات الصلة. كذلك، لا تمتلك المعارضة شركات طيران وطنية، لذلك نتعاقد مع سبع شركات لنقل الحجّاج. لكنّ كلّ شركة تمنح حجّاج بلدها الأولوية، وهي محقة، وبعد ذلك تتطلّع إلى السوريين".




ويوضح بيرقدار أنّ "دول الجوار السوري التي ينطلق منها الحجّ السوري، تتعامل بإيجابية مع الحجّاج السوريين. بالنسبة إلى الجميع، فإنّ الملفّ هو ملفّ عبادة وتُقدَّم المساعدة فيه. على سبيل المثال، من يرغب في السفر إلى تركيا هو في حاجة إلى تأشيرة، لكنّ الحاجّ السوري يأتي إليها من الشمال السوري ويغادرها في اتجاه السعودية ويعود، كلّ ذلك وفقاً لقوائم فقط. في الأردن كذلك ثمّة قوائم". وعن أوضاع السوريين الباقين في الشتات، يقول بيرقدار إنّ "المقيمين في أوروبا والدول الأخرى حيث لا تتوفّر مكاتب للجنة الحجّ العليا السورية، في إمكانهم الحجّ بتأشيرات من تلك الدول. لكنّ الفارق كبير في التكلفة، ما بين هنا وهناك، لذا يسعى بعضهم إلى الحجّ مع اللجنة، ونحن نقول لهم: أهلاً وسهلاً".