وبحسب المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، تم تسجيل 82 ألفًا و596 حالة إصابة العام الماضي، أي أكثر ثلاث مرات عن العام السابق عليه، وتوفي 72 شخصاً من (الأطفال والبالغين) بالحصبة في العام الماضي، فيما تم إدخال 61 في المائة من المصابين إلى المستشفى.
وذكرت المنظمة أنه في الوقت نفسه تحصل أعداد قياسية من الأطفال على التطعيم مما ينعش الآمال في أن ارتفاع حالات العدوى لن يدوم. وقالت في بيانها: "كان التقدم متفاوتا بين الدول وداخل الدولة الواحدة مما ترك تجمعات متزايدة من الأفراد المعرضين للإصابة دون حماية، وهو ما أسفر عن عدد قياسي من المصابين بالفيروس في عام 2018".
ومن بين التدابير التي تستهدف احتواء تفشي المرض، زيادة الوعي لدى المواطنين، وتطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتحديد هوية الأفراد الذين لم يتم تطعيمهم في الماضي.
ورغم أن معدلات التطعيم في تحسن، يقول البعض إن التغطية ليست عالية بما فيه الكفاية لمنع انتشار الفيروس في العديد من البلدان، ويجب أن تغطي حملات التطعيم نحو 95 في المائة من السكان لمنع انتشار الفيروس.
وفي العديد من البلدان تسعى حملات مكافحة التطعيمات إلى ثني الآباء عن تحصين أبنائهم على الرغم من الأدلة العلمية القوية على أن اللقاحات آمنة وفعالة.
والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى ولا تزال تعتبر أحد أهم أسباب الوفيات بين الأطفال الصغار في العالم، على الرغم من توافر لقاح آمن وفعال لها، ويمكن أن يسبب فقدان السمع واعتلالات دماغية لدى الأطفال وقد يؤدي للوفاة في الحالات الشديدة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، تنتقل عدوى الحصبة بواسطة الرذاذ المتطاير من أنف المصاب أو فمه أو حلقه. وتشمل الأعراض الأولية، التي عادة ما تظهر بعد فترة تتراوح من 10 إلى 12 يوما من العدوى، حمى شديدة، وسيلان الأنف واحتقان العيون بالدم وظهور بقع بيضاء صغيرة داخل الفم. ويصاب المريض، بعد مرور عدة أيام، بطفح يظهر أولاً على الوجه وأعلى العنق وينتشر تدريجيًا إلى أسفل الجسم.
تظهر حالات الحصبة الشديدة بشكل كبير بين الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية، وعلى وجه الخصوص في حالة نقص فيتامين (A) أو في المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشري/متلازمة نقص المناعة المُكتسَبة "الإيدز" أو أمراض جهاز المناعة الأخرى. وتشتمل المضاعفات الأكثر خطورة على العمى والتهاب الدماغ (حالة عدوى تُسبب تورم في الدماغ) والإسهال الشديد وحالات الجفاف ذات الصلة وحالات عدوى الجهاز التنفسي الشديدة مثل الالتهاب الرئوي.
(رويترز، العربي الجديد)