صقيع شمال أوروبا وأميركا... وفيضانات غير مسبوقة في أستراليا

03 فبراير 2019
ثلوج في واشنطن (مات ماكلين/Getty)
+ الخط -

العواصف الثلجية والفيضانات وانقطاع الطرق بالثلوج المتراكمة، هي حال أكثر من دولة حول العالم. فموجة البرد القطبي القارس التي اجتاحت شمال القارة الأميركية ودول أوروبا وبدأت بالانحسار، قابلتها فيضانات غير مسبوقة منذ نحو قرن في أستراليا.

والعاصفة الجليدية التي اشتدت على 11 ولاية أميركية، منذ يوم الخميس الماضي، وتحديداً في جميع أنحاء الغرب الأوسط وشمال شرق البلاد، خلال الأسبوع الماضي، ستحل محلها، وفق شبكة الأرصاد الأميركية، اليوم الأحد، موجة من الهواء المعتدل نسبيا، خلال الأسبوع الجاري.

وذكرت وسائل الإعلام الأميركية، أمس السبت، أن 23 قتيلاً راحوا ضحية البرد والصقيع في الولايات الأميركية، إذ غمرت عاصفة قوية الطرق في جميع أنحاء ولاية كاليفورنيا. وقال خبراء الأرصاد إن ما يصل إلى نصف بوصة من الأمطار سُجل في خمس دقائق، في بعض المناطق من ولاية كاليفورنيا، وسقطت أشجار، وغمرت الفيضانات الطرق، وتسببت في انهيارات طينية.

وعانى نزلاء سجن اتحادي، في بروكلين في ولاية نيويورك، أمس السبت، من غياب الإضاءة والتدفئة، من جراء انقطاع الكهرباء منذ أيام، خلال فصل الشتاء البارد، بحسب "رويترز".


وذكرت قناة إن.بي.سي المحلية أن النزلاء والعاملين في سجن بروكلين متروبوليتان أمضوا أياما بدون تدفئة أو مياه ساخنة.

وأفادت مذكرات تقدّم بها محامو دفاع اتحاديون يمثلون بعض السجناء، بأن حريقا اندلع يوم الأحد الماضي في سجن بروكلين متروبوليتان، أدى إلى انقطاع الكهرباء ووسائل التدفئة في السجن، مع بدء تحرّك الهواء القطبي البارد صوب الساحل الشرقي.

ووفقاً لأوراق المحكمة، عانى أكثر من 1600 سجين وسجينة من درجات حرارة قاربت على التجمد، ومن ظلام بعد غروب الشمس، وهم قابعون في زنازينهم لمدة 23 ساعة يوميا. وانخفضت درجة الحرارة في نيويورك إلى نحو 18 درجة تحت الصفر.

ثلوج تقطع الطرق

واستمرت درجات الحرارة في الانخفاض في المملكة المتحدة، التي عاشت مناطقها ليلة باردة أخرى، أمس، على الرغم من أن أسوأ المفاجآت الشتوية في طريقها إلى الانحسار في العديد من المناطق، بحسب شبكة الطقس البريطانية. وبلغ التجمد الكبير، خلال الساعات الـ24 الماضية، حدّا مرتفعاً، وسجلت الحرارة 16 درجة مئوية تحت الصفر في اسكتلندا، اليوم الأحد.

واصطفت آلاف السيارات في طوابير طويلة بسبب الثلوج الكثيفة على طريق سريع بإيطاليا، أمس السبت، وتمكّن رجال الإطفاء من إنقاذ 200 شخص علِقوا لساعات داخل سيارات وحافلات.


وقال متحدث باسم رجال الإطفاء في منطقة بولسانو، إن الطوابير على الطريق الذي يربط بين المناطق الشمالية الشرقية والنمسا وصلت إلى 16 كيلومترا. وأضاف أن من الصعب تقييم عدد المركبات الموجودة، ولكنه أوضح أن عددها "بالآلاف".

ولفت المتحدث لـ"رويترز" إلى الاستعانة بعربات إطفاء لإجلاء نحو 200 شخص، بعد أن ظلوا محاصرين لساعات في درجات حرارة وصلت إلى التجمد تقريبا. وبدأت السيارات في التحرك مرة أخرى، في ساعة متأخرة من بعد الظهر، ولكن سيارات كثيرة ما زالت عالقة. ولم ترِد أنباء عن سقوط ضحايا.

فيضانات في أستراليا

وحولت فيضانات غير مسبوقة منذ قرن، الشوارع، في شمال شرق أستراليا، إلى أنهار، وأجبرت الآلاف على مغادرة منازلهم. كما حذّرت السلطات من الأعاصير، ومن إمكانية هطول مزيد من الأمطار، خلال الأيام المقبلة.

وتجاوزت الأمطار هذه المرة المعدلات الطبيعية، وانقطعت الكهرباء عن آلاف السكان في مدينة تاونسفيل في ولاية كوينزلاند، وأغلقت الطرقات بفعل الفيضانات.


وقال مدير مكتب أرصاد الولاية، بروس غان، للصحافيين، اليوم الأحد، إنه من المتوقع أن تهب أعاصير ورياح مدمرة في الأيام المقبلة، وأن تغمر المياه نحو 20 ألف منزل، في حال تواصل هطول الأمطار. ودعت رئيسة وزراء ولاية كوينزلاند، أنستازيا بالازوك، السكان، إلى توخي الحذر. وقالت، السبت، إن هذه التطورات "تحصل كل مائة عام، وليس كل عشرين عاما".


وأوضح آدم بلازاك، من مكتب الأرصاد، لوكالة "فرانس برس"، إن هطول الأمطار الغزيرة قد يستمر حتى يوم الخميس المقبل، وربما تستغرق مياه الفيضانات بعض الوقت لتتراجع، حتى لو خفّت الأمطار. وتهطل أمطار بمعدل نحو 2000 ملم سنويا على المنطقة، لكن بعض البلدات بدت من الآن في طريقها إلى تجاوز هذا المعدل. وهطل 506 ملمترات من الأمطار على بلدة إنغام شمال تاونسفيل، خلال الساعات الـ24 الماضية، تساقط 145 ملم منها في غضون ساعة واحدة فقط، بحسب بلازاك.

وتأتي الفيضانات وسط حالة جفاف شديد في المناطق الداخلية في شرق القارة الأسترالية، بما في ذلك كوينزلاند، ما أثر سلبا على المزارعين. وشهدت بعض البلدات موجات حر شديد خلال الصيف، في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية. وليس غريبا ارتفاع درجات الحرارة في فترة الصيف في جنوب الكرة الأرضية، إلا أن التغير المناخي رفع درجات الحرارة على اليابسة، وفي البحر، ما تسبب في زيادة حرائق الغابات في أستراليا. 

المساهمون