عادت خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 15 ضحية عراقية من المختطفات الأيزيديات على يد تنظيم "داعش"، إلى منازلهن في شمال العراق، وفقاً لبيانات وتقارير صادرة عن مكتب شؤون المختطفين الأيزيديين في محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، وذلك بعد خسارة التنظيم بلدات وقرى جديدة في ريف دير الزور كان يسيطر عليها.
ووفقا لكاميران عبد الله، وهو عضو في مجلس محافظة دهوك العراقية الحدودية مع سورية وتركيا، فإن "أكثر من 15 مختطفة عدن إلى ذويهن، أغلبهن من قرى سنجار التي احتلها داعش عام 2001 ونفذ مجازر وحشية بحق الرجال واختطف النساء منها"، مبينا في تصريح لـ"العربي الجديد"، "إنهن بحاجة إلى تأهيل نفسي وصحي والحكومة في بغداد لا تقوم بالواجب"، معتبراً أن "الحكومة مطالبة الآن بفتح المعبر العراقي بين مدينة سنجار والقامشلي السورية، فهناك أيزيديات تحررن من داعش ولا يعرفن كيف يعدن إلى منازلهن، ويجب أن تستعجل الحكومة بذلك".
وأكد ناشطون ومسؤولون آخرون بمحافظة دهوك ومدينة سنجار غرب نينوى، أن جهود تحرير المختطفات تنفذها بالكامل حكومة إقليم كردستان بمساعدة الصليب الأحمر والأمم المتحدة، ودور بغداد بالموضوع لا يكاد يذكر.
وقال نائب رئيس مجلس سنجار المحلي أحمد طه لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة العراقية لا تدري أي شيء حول الموضوع للأسف، والجهود تقودها منظمات أممية ودولية مع الإقليم"، مضيفا أن "هناك المئات من المختطفات ممن يأمل ذووهن بعودتهن، ولن تتوقف الجهود حتى التوصل إليهن".
وأعلن مكتب إنقاذ المختطفين الأيزيديين في دهوك أول من أمس الجمعة، عن إنقاذ امرأتين وطفلة أيزيدية كن مختطفات من قبل مسلحي "داعش" في سورية.
وقال مدير المكتب حسين القائدي في بيان له إن مكتب إنقاذ المختطفين تمكن من إنقاذ امرأتين وطفلة في سورية وهن (م. خدر. باجو) من مواليد تل قصب وعمرها 30 عاما، و(ب. بدل. ك) من مواليد زورافا وعمرها 40 عاما، و(ر.جلال.خديدا) من مواليد تل قصب وعمرها 12 عاماً.
وتحرص السلطات العراقية على عدم الإعلان عن أسماء المختطفات بالكامل، مراعاة لعادات وتقاليد محافظة في هذا الإطار.
وأضاف البيان أنه بذلك يكون عدد من تم تحريرهم حتى الآن 3352 مختطفا ومختطفة أيزيدية من كلا الجنسين، من مجموع 6417 أيزيديا وقعوا في أسر إرهابيي "داعش" في الثالث من أغسطس/آب 2014 في سنجار. وأكد أن "تحريرهم حصل في الأراضي السورية وبجهود حثيثة من قبل العاملين في مكتب إنقاذ المختطفين الأيزيديين".
ونظمت مجموعة من النساء اليوم الأحد، وقفة احتجاج تطالب الحكومة العراقية بإعادة فتح معبر حدودي بين سورية والعراق بهدف تسهيل عودة المختطفات الأيزيديات إلى ذويهن في سنجار، دون الحاجة للتأخر عدة أيام لنقلهن إلى تركيا ومنها إلى العراق، أو من خلال قنوات معقدة تمر بمليشيات "قسد" التي تسيطر على الأجزاء السورية المحاذية للعراق.
المعبر الحدودي الرابط بين سنجار العراقية والقامشلي السورية، اُغلق العام الماضي إثر تداعيات استفتاء انفصال الإقليم عن العراق.
الناشطة في مجال حقوق المرأة، فردية سنجارين قالت: "حاولنا الضغط لافتتاح المعبر، لأن عملية إغلاقه تُعقد عودة النساء والفتيات الناجيات من قبضة داعش في سورية إلى ذويهن"، مؤكدة في تصريحات صحافية أن "النساء الأيزيديات اللاتي تم تحريرهن من قبل قوات سورية الديمقراطية من قبضة داعش يُسلمن إلى ذويهن".
وتعرض المكون الأيزيدي العراقي بعد احتلال تنظيم "داعش" لمدينة سنجار (110 كلم غرب الموصل) في أغسطس 2014، لعمليات إبادة واسعة، إذ قتل التنظيم المئات من الرجال واختطف آلاف النساء والأطفال في واحدة من أبشع جرائم التنظيم بالعراق.