السرطان يهزم الطفلة اللبنانية آلاء بعد أن قاومته بشراسة

16 فبراير 2019
الطفلة آلاء دلول مع الممرضة لارا وفائي (العربي الجديد)
+ الخط -


توفيت بعد ظهر اليوم في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في بيروت الطفلة آلاء دلول (13 عاماً) بمرض السرطان، بعد أن تمكنت من التغلب عليه أكثر من مرة، وكانت مثالاً للأمل والشجاعة والقوة.

تقول الممرضة لارا وفائي، التي تعمل في القسم المخصص لسرطان الأطفال، والتي تعرفت إلى آلاء خلال فترة علاجها في القسم، لـ"العربي الجديد": "دائماً ما نظرنا إلى آلاء على أنها طفلة أكبر من عمرها بسبب شخصيتها القوية والمميزة التي تسبق أقرانها من العمر نفسه".

تضيف وفائي: "كانت آلاء تحب الرسم وموهوبة فيه، وتتمتع بطاقة فنية عالية. كذلك كانت تحب الرقص. حتى عندما خسرت إحدى قدميها كانت ترقص فترات طويلة على قدم واحدة، مستمتعةً بما كانت تقوم به. ولم تكن تقبل إخفاء أي معلومات طبية عنها، ولو كان الأمر يرتبط بعملية جراحية دقيقة. كانت تحب أن تعرف كل شيء عن حالتها الطبية. كانت طفلة جريئة وشجاعة".

وتتابع: "يكفي النظر إلى القصاصات الورقية التي علقتها آلاء على الجدران لفهم شجاعة هذه الطفلة". تجدر الإشارة إلى أن مما كتبته آلاء على القصاصات: "أنا كتلة فرح". "ألاء مثل الطيارة". "بائعة الورد والأمل". "أنا آلاء القوية". "رح اتحسّن قريباً (سأتحسّن قريباً) الكل ينتظرني".

أصيبت آلاء بالسرطان في عامها الثاني ومرّت بفترات طويلة من العلاج الكيميائي والشعاعي. واضطر الأطباء إلى بتر إحدى قدميها قبل سنوات، إضافة إلى استئصال أعضاء داخلية أخرى. ودخلت غرفة العناية الفائقة قبل أيام، وذلك بعدما قرّر الأطباء وقف العلاج نهائياً لعدم فعاليته بعد انتشار السرطان في كافة أنحاء جسمها.
عبّرت عن قوتها وشجاعتها بالكتابة (فيسبوك) 

حدث وفاة آلاء شغل الصحافة المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تابعت مسيرتها في مقاومة المرض. تلك الفتاة التي كانت نجمة المقابلات والمقالات بوصفها نموذجاً لم يظهر الاستسلام للألم وللنكسات الصحية التي عاودتها مراراً. وكانت بعمر السنتين حين شخصت آلاء بأنها مريضة بالسرطان، وبحسب مقابلة أجريت معها العام الماضي، أوضحت أنها شفيت من المرض لكنه عاد مجدداً ليصيب العظام في جسدها النحيل حين كانت في التاسعة، وتسبب ببتر ساقها. وبعد شفائها عاد الورم الخبيث ليظهر في رئتيها.
انتصرت على المرض مراراً (فيسبوك) 

ظهرت آلاء في أحد الفيديوهات العام الماضي، متحديةً مرضها بالقول: "أنا هنا لأقول لك إنني تحرّرت منك للمرة الثالثة، إذا كنت قوياً أنا أقوى منك، وإن كنت عنيداً فأنا أعند".

كذلك أنشأت مطلع هذا العام قناة خاصة بها على "يوتيوب" لتنشر أخبارها تباعاً، وتخبر متابعيها بكل تطورات أحوالها ونشاطاتها المختلفة. 



لم يمهلها المرض الوقت كي تحقق كل أمانيها، التي عبرت عنها في أكثر من مقابلة صحافية. كانت تنبض بالحياة وتشع فرحاً، وتتحدث عن رغبتها في تعلم الموسيقى والهيب هوب، كما بدأت كتابة قصة لم تكملها. وعرضت رسومات لها على صفحتها الخاصة على "فيسبوك"، وأحدها رسمٌ لها وكتب إلى جانبه "هذه أنا آلاء وعمري 10 سنوات. وقعت وكسرت قدمي وأصبت بالتهاب وتبين أنه لا يشفى، فخسرت قدمي وشعري، ولكن هناك شيئاً لا أخسره وهو قلبي الذي لا يستسلم".


 



أخبرت من يتابعها أيضاً عن مرضها الذي كان يتعبها ويسبب لها الغثيان ويرهقها ويبعدها عن والدها وشقيقها، بسبب مكوثها طويلاً في المستشفى في بيروت لضرورات العلاج على فترات طويلة، وكانت والدتها برقفتها دوماً.



حظيت آلاء بفرصة للتمثيل في أحد المسلسلات اللبنانية العام الماضي بعنوان "عندي قلب"، بعد أن أعربت أكثر من مرة عن حلمها بأن تصبح ممثلة، وعن ولعها بالشهرة.