1- الفائض من الفيتامينات والأملاح المعدنية يقوي جهاز المناعة أكثر:
يؤكد الدكتور سمير السبعة، أخصائي الأمراض الصدرية، أن كل أولئك الذين يحصل جسمهم على المدخول المطلوب من المواد المغذية، ولا يعانون من الأمراض المناعية، وهم الأغلبية، ليس عليهم القلق بشأن عمل جهازهم المناعي، ويقول: "يعتقد أغلب الناس أن الغذاء الصحي يعمل كحاجز وقائي يمكنه أن يجنبهم الإصابة بنزلات البرد، في حين لا يمتلكون فكرة عن عمل الجهاز المناعي، الذي سيستجيب بمجرد التقاط الجسم لعدد محدد من الفيروسات يدعى بالفوعة الفيروسية".
وتوضح د. سمر ابراهيم، الطبيبة المقيمة في مستشفى "تشرين الجامعي" بسورية، أن جهاز المناعة ينقسم إلى جهاز مناعي فطري، سريع الاستجابة، إلا أنه غير نوعي، أي يهاجم مسببات المرض الدخيلة على الجسم بغض النظر عن نوعها، واستجابته هي ما تسبب الأعراض التي تظهر خلال الإصابة بنزلات البرد الموسمية، مثل ارتفاع الحرارة والاستجابة الالتهابية، والتي تعني أن جهاز المناعة يعمل بشكل صحيح.
ويعتبر القسم الثاني من جهاز المناعة، هو الجهاز المناعي المكتسب، الذي يهاجم مسببات المرض بشكل نوعي للتخلص منها، إلا أنه يحتاج وقتًا للتعرف عليها، ولذلك تستمر أعراض نزلات البرد عدة أيام، وتقول الطبيبة ابراهيم: "الغذاء مفيد لجعل الجهاز المناعي يعمل بشكل صحيح، وسلامة عمله تعني استجابته التي تظهر من خلال أعراض المرض الشائعة، أما الكميات الفائضة عن حاجة أجسامنا من الفيتامينات والمعادن، فلن تزيد قوة الجهاز المناعي، ولو أنها كذلك، فإنك قد ترغب بتجنبها، لأنها في هذه الحالة ستزيد الاستجابة المناعية الفطرية، وقد تجعل الأعراض أشد".
2- الصادات الحيوية علاج قد يتحول لكارثة:
تنصح الطبيبة إبراهيم بالالتزام بتعليمات الطبيب فيما يتعلق بتناول الدواء، وعدم أخذ المضادات الحيوية بشكل عشوائي، وقالت: "لا يميز الناس بين الأمراض الفيروسية، مثل نزلات البرد الموسمية، وبين الأمراض البكتيرية التي قد تتطلب تناول الصادات الحيوية، لذا تحول هذا النوع من الدواء إلى ما يشبه السكاكر بين الناس وهو أمر خطير".
وأوضحت الطبيبة إبراهيم أن تناول المضادات الحيوية من دون الحاجة إليها، وبجرعات عشوائية، يكسب البكتيريا مقاومة لها، وقالت: "نصادف في المستشفيات العديد من الأشخاص المصابين بإنتان جرثومي، ونكتشف أن البكتيريا لديهم أصبحت مقاومة لكافة أنواع الصادات الشائعة، وتشير الدراسات إلى مخاوف من انتهاء البشرية ذات يوم، ببكتيريا أصبحت مستعصية بعد أن كان علاجها متاحًا".
3- الألبان مضادات فيروسية:
ينتج أحيانًا ما يعرف بالعدوى الجانبية البكتيرية، خلال الإصابة بنزلات البرد الفيروسية، مثل التهاب الحلق البكتيري، وفي هذه الحالة فقط توصف المضادات الحيوية، التي تساعد في القضاء على البكتيريا، إلا أن بعضها يؤثر أيضًا على عمل الفلورا (البكتيريا الطبيعية) المفيدة في المعدة، لذا تنصح أخصائية التغذية جميلة الشعار، بتناول الألبان في هذه الحالة، لأنها تعتبر من المنتجات المتخمرة التي تحتوي بدورها على بكتيريا مفيدة، إنما ليس لها أي دور آخر كمضاد لفيروسات نزلات البرد.
كما تنصح الشعار بشرب كميات كافية من الماء، وتناول المشروبات الساخنة مثل الحساء، لأنها تحافظ على رطوبة الأغشية المخاطية، وتقلل من سماكة المفرزات المخاطية، ليسهل التخلص منها، كما تخفف الاحتقان.
4- الزنك يمنع تكاثر فيروسات نزلات البرد:
كان يوصى قديمًا بتناول الأطعمة الغنية بالزنك، أو متمماته الغذائية، لدوره المحتمل في منع تكاثر فيروس rhinovirus المسؤول عن نزلات البرد الموسمية، إلا أن دراسات حديثة أكدت أن التجارب عليه كانت غير كافية، كما حذرت منظمة الغذاء والدواء مؤخرًا، من استخدام البخاخات الحاوية على الزنك، لما قد تتسبب به من فقدان في حاسة الشم.
ما الذي يفيد حقًا في الوقاية من نزلات البرد؟
لدى سؤاله عن أساليب الوقاية من نزلات البرد، قال الطبيب السبعة: "سيكون جوابي حتمًا أخذ اللقاح الضروري سنويًا في حالات الإنفلونزا، والالتزام بقواعد الصحة العامة، مثل غسل اليدين بالماء والصابون، تجنب استخدام أدوات الآخرين الشخصية، ووضع المنديل على الفم والأنف عند العطاس، وبالطبع الالتزام بنظام غذائي متوازن، يوفر كفاية الجسم من العناصر الغذائية".