ولا تعتبر هذه المدرسة الوحيدة في تونس التي تتعرض إلى الإتلاف والعبث بمحتوياتها وتجيهزاتها بسبب غياب الحماية، إذ إن عشرات المدارس تشكو من غياب الحراسة ليلا ومن نقص كاميرا المراقبة وتفتقد إلى الأسوار الخارجية، فتكون عرضة للعابثين بحرمات المؤسسات التربوية، وسبق أن تعرضت مدرسة الفاضل بالعاشور بالقصرين وسط غربي تونس، إلى سرقة محتوياتها وتمزيق كراسات التلاميذ وعمد المخربون إلى كتابة ألفاظ بذيئة على طاولات التلاميذ.
وخلال العام الماضي تعرضت المدرسة الابتدائية المنجم 2، بحي الأمل بالمتلوي جنوبي تونس، إلى عملية سرقة، فأتلفت محتويات مكتب المدير وعمد مجهولون إلى خلع إحدى النوافذ وقاموا بسرقة ثلاجة وآلة طباعة وغيرها ولاذوا بالفرار، وقد تعرضت هذه المؤسسة التربوية سابقا إلى عدة عمليات سرقة.
ويوضح كاتب عام نقابة التعليم الأساسي المستوري القمودي لـ"العربي الجديد"، أنّ حوادث الاعتداءات على المدارس الابتدائية تكاد تكون يومية، إذ لا يمر يوم من دون تسجيل حوادث، مبينا أنّ المؤسسة التربوية تحتاج إلى موارد بشرية وبنية تحتية قوية، في حين أن العديد من المدارس من دون حراس ليليين، فالحارس الواحد يعمل عدة ساعات نهارا ولا يمكنه مواصلة العمل 24 ساعة، إلى جانب غياب أسوار تحمي بعض المدارس، وهناك قاعات آيلة للسقوط وأخرى من دون مراكز صحية وبيوت راحة، ويفتقر بعضها إلى الماء الصالح للشرب ما تسبب في انتشار العديد من الأمراض.
ويبين القمودي أنّ المدارس التي تعاني من صعوبات ونقائص موجودة سواء في العاصمة أو في الأرياف والقرى، فرغم انتهاء بعض المدارس من الامتحانات إلا أن هناك منها ما تفتقر إلى دفاتر لوضع أعداد التلاميذ، مبينا أنّ توفير التجهيزات الضرورية أولوية لحماية المدارس.
ويبرز أنه يجب إطلاق صيحة فزع في ظل استغلال بعض المنحرفين للقاعات ليلا لتعاطي الممنوعات من مخدرات وكحول، مستغلين غياب الحماية ونقص الحرّاس ليلا، كما أن العديد من الأقسام لا يمكن أن تغلق إما لغياب المفاتيح أو لاهتراء الأبواب، مبينا أن البعض للأسف، قد يستغل المؤسسات التربوية للقيام بأنشطة ممنوعة، وأكثر من ذلك يعمدون إلى إتلاف الكراسات ويعبثون بمحتويات المدرسين، لأن هذه المدارس غير محمية فتنتهك وتتعرض إلى السرقة.
ويؤكد النقابي نور الدين بوعلاق لـ"العربي الجديد"، أنّ ظاهرة الاعتداء على المدارس تفاقمت في الأعوام الأخيرة، بسبب نقص الحراس الليليين ولغياب كاميرا مراقبة والتي من شأنها أن تحدّ من الاعتداءات الحاصلة ومن الأعمال التخريبية، مضيفا أن النقص في الحراس وفي عمال النظافة والخدمات وحتى في الصيانة متواصل، وبالتالي فإن العديد من النقائص موجودة في مدارس وسط العاصمة في أريانة وسكرة.
ويضيف أنّ "مدرسة التعمير أريانة تعاني كالعديد من المدارس من نقص كبير، إذ يوجد بها حارس واحد لأكثر من ألف تلميذ، إلى جانب النقص على مستوى البنية، فالجدران ليست بالعلو المطلوب لحماية وتأمين المدرسة"، مضيفا أنّ الانتهاك يكاد يكون شبه يومي من عبث بالمحتويات وخلع للقاعات، مشيرا إلى أنّ التخريب والعبث والانتهاكات متواصلة.
ويبين أنّ القاعة بالنسبة للمعلم لها رمزية كبيرة، فهي يومه وحياته وتتضمن معلقات الدرس وعمله وكراسات التلاميذ، والعديد من الذكريات، مشيرا إلى أنه لا بد من قانون يجرم الاعتداء على المؤسسات التربوية.