نازحون إلى إدلب: برد وأمطار وجوع ولا مساعدات

29 ديسمبر 2019
أغرقت الأمطار مخيمات إدلب (بوراك ميلي/الأناضول)
+ الخط -


يتواصل هطول الأمطار منذ أيام في مناطق ريف محافظة إدلب الشمالي قرب الحدود مع تركيا، مما يزيد من معاناة النازحين كونها تترافق مع موجة من الصقيع، فضلا عن زيادة معوقات التنقل بين المخيمات.

وأكد الناشط خضر العبيد لـ"العربي الجديد"، أن الأوضاع في المنطقة بالغة الصعوبة بسبب الأمطار، وأن التنقل بين المخيمات بات مشكلة حقيقية، مضيفا: "أمس كنت في مخيمات النازحين قرب بلدة الدانا، ورأيت الأطفال يجمعون الأغصان والأشواك تحت المطر الغزير لتوفير حطب التدفئة، ومنهم من يرتدي أحذية، ومنهم حفاة، والأوحال تعيقهم جميعا عن الحركة وتهددهم بالأمراض".

وأضاف: "الأمر الوحيد الجيد أنه لم يعد هناك نازحون في العراء في تلك المنطقة، إذ تم نقل النازحين إلى مراكز إيواء، وتوفير خيام لهم، لكن حسب مشاهداتي فإن أحوال الوافدين الجدد من مناطق جنوب إدلب مأساوية، وعلى المنظمات الإنسانية بذل جهود أكبر لتوفير مواد التدفئة لهم، والعمل على تأمين حصص غذائية بواسطة مطابخ متنقلة، فغالبية النازحين يصعب عليهم الطهي في هذه الظروف".
وجددت قوات النظام بدعم روسي قصفها لمناطق ريف إدلب الجنوبي، وخاصة مدينة معرة النعمان والقرى والبلدات التابعة لها، ووصل عدد النازحين إلى نحو 263 ألفا حسب إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية"، في حين تشير تقديرات محلية أن الأعداد تجاوزت 300 ألف، كون حركة النزوح لم تتوقف.

وقال مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، مضر حماد الأسعد، لـ"العربي الجديد"، إن "النازحين يبلغ عددهم نحو ربع مليون نسمة، ويتعرضون لكارثة بسبب البرد والمطر وعدم توفر المساعدات، وخصوصا الأدوية وحليب الأطفال والماء والكهرباء، كما لا تتوفر لكثير منهم خيام أو مراكز إيواء".
وأضاف الأسعد: "يكرر الطيران الحربي التابع للنظام وروسيا تدمير البنى التحتية من مشافي ومستوصفات وجسور، ويستهدف المدارس والجامعات والمساجد والكنائس، وتواصلنا مع منظمات إنسانية دولية لتقديم مساعدات للنازحين، كما نواصل العمل على إنشاء مخيمات لاستيعاب النازحين".

وقال النازح من معرة النعمان محمد أبو ياسين، لـ"العربي الجديد"، إنه يقيم حاليا بالقرب من بلدة حربنوش في ريف إدلب، مضيفا أنه "خلال ساعات الليل يعانى الأطفال من شدة البرد، ولدينا مدفأة حاولنا إشعال بعض الحطب فيها لكن الدخان الذي خرج منها أجبرنا على مغادرة الخيمة، وبعض الجيران أغرقت مياه الأمطار خيامهم، ونحاول مساعدة بعضنا، لكن إمكانياتنا محدودة، ولا أحد يدعمنا أو يساعدنا".

المساهمون