انحسار التدخين عالمياً

في الأعوام العشرين الأخيرة انخفض معدل التدخين حول العالم من مليار و397 مليون مدخن عام 2000 إلى مليار و337 مليون شخص عام 2019، بحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية. قد لا يكون الانخفاض كبيراً جداً إذا ما لاحظنا العدد الذي يدخن عام 2019، لكنّه بالفعل كبير جداً إذا تنبهنا أنّ الانخفاض يمثل نحو 60 مليون شخص، أي ما يقترب من عدد سكان بريطانيا. لكن، ما السرّ في هذا الانخفاض؟ يمكن تفسيره مباشرة في رصد التغير الجندري في تعاطي التبغ، إذ تشير أرقام المنظمة إلى أنّ تعاطي النساء للتبغ انخفض من 346 مليون أنثى عام 2000 إلى 244 مليون أنثى عام 2018، أي انخفاض قدره أكثر من 100 مليون أنثى، ما يعني بالتالي زيادة عدد الذكور المدخنين نحو 40 مليوناً، من مليار و50 مليون ذكر مدخن عام 2000 إلى مليار و93 مليون مدخن عام 2019، أي ما يشكّل نسبة 82 في المائة من متعاطي التبغ الحاليين حول العالم، فيما 18 في المائة فقط هن من الإناث. مع ذلك، فإنّ عدد المدخنين الذكور توقف عن النمو، ومن المتوقع أن يتراجع لينخفض عدد المدخنين بمعدل مليون شخص عام 2020 (مليار و91 مليون مدخن) مقارنة بمستويات 2018، وبمعدل انخفاض مرتقب يبلغ 5 ملايين شخص بحلول عام 2025 (مليار و87 مليون شخص).

تبين من خلال التقرير أيضاً أنّ تدخين الأطفال، يمثل رقماً خطيراً إذ تعاطى التبغ نحو 43 مليون طفل، ما بين 13 عاماً و15، خلال عام 2018، من بينهم 14 مليون أنثى و29 مليون ذكر.

أما على المستوى الجغرافي، فيسجل الجزء الذي ترصده المنظمة من قارة آسيا أعلى معدلات تعاطي التبغ حول العالم، إذ يتعاطاه أكثر من 45 في المائة من الذكور والإناث بدءاً من عمر 15 عاماً. مع ذلك، من المتوقع أن ينخفض هذا الاتجاه سريعاً إلى مستويات مماثلة لتلك المسجلة في أوروبا، وغرب المحيط الهادئ، لتبلغ نحو 25 في المائة بحلول عام 2025 على صعيد التصدي للتدخين. ولجأ عدد متزايد من الدول إلى تنفيذ تدابير فعالة لمكافحة التبغ، وهو ما يبشر بأثر إيجابي يتمثل في تخفيض تعاطي التبغ لاحقاً، فالضرائب المفروضة على التبغ تساعد في تخفيض استهلاك التبغ وتخفيض كلفة الرعاية الصحية الناجمة عن تعاطيه، وفي الوقت عينه تمثل مورداً مالياً مهماً لتمويل عملية التنمية في دول عدة.