خلّفت العاصفة "لولو" التي تضرب لبنان منذ يوم الثلاثاء الماضي، أضراراً عدة وسط مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال البقاعية، وقد اشتدّت بين ليل أمس الأربعاء وبعد ظهر اليوم الخميس. وغرقت عدد من المخيمات بمياه الأمطار والسيول، في حين أدّى تراكم الثلوج عصر اليوم إلى إغلاق الطرقات، ومزّقت الرياح القوية العديد من شوادر الخيم كما في مخيّمي "عطيه" و"الغفران".
وكان حريق قد اندلع في خيمة داخل مخيم "المرجان"، أدّى إلى احتراقها بالكامل، ويُرجّح أن يكون ناجماً عن احتكاك كهربائي نتيجة الرياح القوية. من جهة أخرى، وجّه أهالي مخيم "المصري" نداء استغاثة بعدما فاض المخيم بمياه الصرف الصحي، إضافة إلى أهالي مخيم "عائدون" وهو عبارة عن كرفانات، حوّلته السيول إلى بركٍ وبحيرات. وما زالت العاصفة مستمرة وسط غياب لبلدية عرسال وتدخل خجول للمنظمات الدولية والجمعيات المعنية باللاجئين السوريين، وقد اقتصر عملها على سحب مياه الصرف الصحي في بعض المخيمات.
وفي حديث لـ "العربي الجديد"، يوضح الناشط واللاجئ السوري محمد ظاهر، أنّ "الثلوج قطعت الطريق إلى مخيمات عدة، لا سيما في وادي سويد كمخيمات أم القرى، ووادي أرنب ووادي عطا. كما فاضت بعض المخيمات بالسيول، خصوصاً مخيمات المصيدة والبابين والسبيل، إلى جانب تضرّر مخيّمي الملعب وابن الوليد وغيرهما من جرّاء الأمطار الغزيرة، ما يستدعي تسيير آليات لفتح الطرقات المقطوعة بالثلوج وفتح مسارب لمياه الأمطار".
ويلفت إلى أنّ "الأضرار التي لحقت ببعض الخيم تقتصر على الماديات، إلا أنّها تطرح الحاجة إلى الشوادر والخشب لتدعيم الخيم. كما أنّ تدنّي درجات الحرارة التي تصل إلى أقل من الصفر يفاقم الحاجة إلى الوقود للتدفئة".
إلى ذلك، حمّلت المحامية ديالا شحادة "المسؤولية لبلدية عرسال من جهة ووزارة الشؤون الاجتماعية من جهة ثانية، لتقصيرها عن التدخل العاجل لحماية اللاجئين السوريين".
وتقول: "على الرغم من أنّ الدولة اللبنانية غير مصادقة على الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين، لكنّها مسؤولة عن حماية جميع المواطنين والمقيمين على أرضها أيّاً كانت جنسياتهم وظروفهم القانونية، بما في ذلك حمايتهم من الكوارث الطبيعية والظروف المناخية الصعبة".