يوم الفرح والسلام في فلسطين

رام الله

سامر خويرة

سامر خويرة
رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
25 ديسمبر 2019
07322530-59F6-43B1-9822-77C44038907C
+ الخط -
أتم فهد وهبة، من نابلس، شمالي الضفة الغربية، في فلسطين المحتلة، التحضيرات اللازمة للاحتفال بعيد الميلاد، فقد اصطحب أفراد أسرته للسوق وابتاع لهم الملابس الجديدة، كما أضاء شجرة الميلاد في بيته، لإدخال البهجة والسرور إلى نفوسهم.

يقول وهبة لـ"العربي الجديد": "عيد الميلاد يُدخل الفرحة لقلوب الجميع، وكلّ عائلة تتحضر له وفق إمكانياتها، المهم لدينا أن نقوم بالطقوس الدينية ونصلي صلاة العيد، ونطبع الابتسامة على وجوه الأطفال، الذين ينتظرون الهدايا على أحرّ من الجمر". يتمنى وهبة في هذه المناسبة "أن يعم الخير والسعادة على الجميع في مختلف أنحاء العالم، وأن يحل السلام على بلادنا، وأن تطبع الابتسامة على وجه كل إنسان مهموم أو حزين".

باتت منطقة رفيديا، التي يتركز فيها الوجود المسيحي في نابلس، محط أنظار الزائرين، خصوصاً في الليالي التي سبقت عيد الميلاد، إذ انتشرت الأجواء الاحتفالية، فقد أضيئت شجرة الميلاد التي يلتقط حولها المواطنون الصور التذكارية، كما فتحت المتاجر والمطاعم أبوابها، وانتشرت الزينة في كلّ مكان، فيما جابت سيارات عدة منذ أيام شوارع نابلس، وفيها مجموعة من الشبان الذي يرتدون زيّ بابا نويل، ويوزعون الهدايا على الأطفال.




وهبة وعائلته يبدأون طقوس العيد بالصلاة، ومن ثم يتبادلون التهاني، بعدها تجتمع العائلة الكبيرة في بيت الأب أو الأخ الأكبر لتناول وجبة الغداء، التي تتفنن النساء بصنعها، خاصة أنها تأتي بعد صيام يستمر 40 يوما لدى بعض الكنائس.

أما رنا حداد، وهي أم لثلاثة أطفال، فاجتهدت أن تكون شجرة الميلاد في هذه السنة أكثر إشعاعا من قبل، حيث تقول لـ"العربي الجديد": "كل عائلة تزين شجرة الميلاد وفق قدرتها المالية، لكننا نفرح بوجودها بيننا، لذلك زيّنّاها بالكرات الملونة وبالإنارة اللافتة، وعلقنا عليها مجسمات صغيرة للطفل يسوع".



كذلك، وضعت رنا حداد مغارة في إحدى زوايا بيتها، وفي داخلها مجسم للسيدة العذراء والمسيح في مهده، بالإضافة إلى بعض الحيوانات كالغزال والماعز، في دلالة على المكان الذي ولد فيه. حداد، وهي من مدينة نابلس، صنعت بعض الحلويات في البيت، واشترت أصنافاً أخرى، وانتظرت العيد لتستقبل ضيوفها، وتقول: "أجمل ما في العيد هي تلك الزيارات والمعايدات، الأب والأشقاء والأقارب يضفون نكهة جميلة، لكنّ العيد لا يكتمل إلّا بزيارة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم، هناك نشعر حقيقة بأجواء الأعياد ونزور مهد المسيح".

راعي الكنيسة الإنجيلية في نابلس القسيس جميل خضر، يؤكد في حديثه إلى "العربي الجديد"، أنّ الظروف الصعبة في فلسطين يعاني منها المسلم والمسيحي وكلّ من يعيش فوق هذه الأرض. لذلك فإنّ خضر يركز في وعظه، على "ضرورة الصبر والصمود وتحدي تلك الظروف، أسوة بما فعله سيدنا المسيح". يقول خضر: "هذه الرسالة ستكون جزءاً من خطبة العيد، فحياة الإيمان ليست سهلة، بل مسيرة صعبة وجهاد روحي، فيسوع كانت حياته صعبة، ومرّ بتحديات كثيرة، ورسالة العيد ونشر التسامح والتواضع وزرع المحبة، ونحن ندرك التغييرات المتسارعة في مجتمعنا، لكنّنا كما وصفنا المسيح في الكتاب المقدس، ملح الأرض، لذلك، علينا أن نأخذ بوصاياه بنشر التراحم والإخاء، وهذا ما سنركز عليه في الترانيم والقراءات الميلادية".

نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بدأ الموسم الميلادي في مدينة المهد في بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، والذي يستمر حتى العشرين من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، وأضيئت شجرة الميلاد في مدينة المهد، ونفذت فعاليات ترفيهية للأطفال ووزعت الهدايا عليهم لإدخال السرور إلى قلوب الأطفال. ومنذ ذلك الحين أقيمت صلوات وقداديس سبقت عيد الميلاد وأقيم استقبال للبطريرك في ساحة المهد بمشاركة فرق كشفية، مع إقامة قداس منتصف ليل أمس، إيذاناً بحلول عيد الميلاد، وفق ما يوضح رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان، في حديثه لـ"العربي الجديد". ويؤكد سلمان على رسالة عيد الميلاد، قائلاً: "رسالتنا هذا العام، هي رسالة الفرح والتفاؤل والأمل والابتهاج والفرحة بالعيد، فمن قلب معاناتنا كشعب فلسطيني نتمنى الفرح لأنفسنا كشعب ما زال تحت الاحتلال يقاوم ويسعى للحرية والاستقلال، وأن تتحقق أمنية الناس بالعيش بفرحة وبهجة الميلاد".



ومطلع الأسبوع الجاري، انطلقت قافلة الميلاد من بيت لحم، جنوب الضفة، من مهد السيد المسيح، باتجاه مدينة رام الله، حيث أقيم احتفال حاشد في رام الله، وجابت قافلة الميلاد شوارع المدينة وسط فرحة وسرور، واتجهت القافلة التي تضم 6 مقطورات تحمل رموز عيد الميلاد، بداية من مغارة ترمز إلى مغارة المهد وشخصيات بابا نويل والملائكة وغيرها من المجسمات الجميلة، بعد ذلك إلى بلدة الزبابدة، جنوب جنين، شمال الضفة الغربية، ومن ثم إلى أريحا، شرق الضفة.

هالة خوري، من مدينة رام الله، كانت حاضرة ترقب مع أبنائها وأحفادها قافلة الميلاد ببهجة وفرح، وقالت لـ"العربي الجديد": "كلما اقترب العيد تقترب الأجواء الجميلة، هذه الفعاليات تجعل الأجواء جميلة أكثر، هذا العام زيّنّا شجرة الميلاد وعلقنا الزينة، وصنعنا الحلويات، واشتريت الهدايا لأحفادي كي أدخل الفرحة إلى قلوبهم، رسالتنا في هذا العيد أن تعم المحبة والسلام كلّ العالم".



أما صالح حبش، من رام الله، والذي خرج مبتهجاً لمراقبة قافلة الميلاد، فقد اعتاد في كل عام أن يضيء شجرة الميلاد كما هذا العام، وتصنع عائلته كعك العيد، هو يرسل رسالة إلى العالم أن يعيش الجميع بسعادة. كان يقف إلى جانبه الشاب عيسى خوري يأملان أن يحتفل الجميع خصوصاً الصغار بالعيد وأن يعم السلام الجميع. قال خوري لـ"العربي الجديد"، إنّه اشترى هذا العام ملابس العيد لأطفاله، وسيقدم لهم العيدية: "الفرحة مطلوبة لكن الأهم أن نؤدي صلاة العيد".




راعي طائفة الروم الأرثوذكس في رام الله، الأب إلياس عواد، قال لـ"العربي الجديد": "استعداداتنا بدأت منذ بداية الشهر الجاري بالاحتفالات والأمسيات والبازارات الخيرية وإضاءة شجرة الميلاد وتزيين الشوارع وقافلة الميلاد وهي أمور تصنع البهجة والفرحة في المجتمع الفلسطيني، وتخللت هذه الفترة صلوات ونشاطات روحية ودينية ترمز للميلاد، مثل زيارة الملاجئ والأيتام ومساعدة المحتاجين والفقراء لأجل أن يفرح ويشارك الجميع بهذا العيد، إضافة إلى البدء بالصيام، والاستعداد للصلوات والقداديس بمناسبة ليلة عيد الميلاد (أمس)". ويشير عواد إلى أنّ الفرحة بالعيد هي فرحتان اجتماعية وروحية: "المطلوب عدم الاهتمام بالزينة على حساب المساعدة والشعور بالآخر وزرع الفرحة بقلوب الآخرين، فهذه الأمور هي أهم ما في العيد". يوجه عواد رسالة بمناسبة عيد الميلاد، ويقول: "نتمنى السلام لفلسطين وأبناء شعبنا، وأن تتحقق أمانينا بالاستقلال والحرية كافة، وأن ندخل مقدساتنا من دون أيّ عوائق، لنشعر بالفرح... أمنياتنا ألا تكون الحركة وممارسة الشعائر مقيدة".

ذات صلة

الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
عماد أبو طعيمة لاعب فلسطيني استشهد في غزة 15/10/2024 (إكس)

رياضة

استشهد لاعب نادي اتحاد خانيونس، عماد أبو طعيمة (21 عاماً)، أفضل لاعب فلسطيني شاب في بطولة فلسطين للشباب 2022، وذلك في قصف إسرائيلي جنوبي قطاع غزة.

الصورة
تأثر بشار الشوبكي نجم منتخب فلسطين بتوقف الدوري المحلي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أسفر توقف المنافسات الكروية المحلية على أرض فلسطين المحتلة، عن آثار متفاوتة، خصّت أكثر من ستة آلاف لاعب كرة قدم يمارسون اللعبة في البلاد مع فرقهم.