البرد يقتل طفلة سورية في مخيم الهول للنازحين

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
16 ديسمبر 2019
BF63A9ED-CEE5-4714-AC9F-D56C605A1674
+ الخط -
تتكرّر حوادث وفيات الأطفال في مخيم الهول في الريف الشرقي لمحافظة الحسكة شمال شرق سورية، وذلك لأسباب، منها البرد ونقص الخدمات الطبية، لكون طاقات الجهات المسؤولة عن الخدمات الطبية في المخيم دون قدرته الاستيعابية لنحو 70 ألفاً من النازحين المقيمين فيه حالياً.

ويوم الأحد، فارقت الطفلة حبيبة عز الدين المطر الناصر، من أبناء بلدة موحسن، المقيمة مع عائلتها في مخيم الهول، الحياة بسبب قساوة البرد ونقص الرعاية الصحية، لتكون الضحية الثانية خلال أقل من أسبوع، إذ توفي قبلها رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر يوم الأربعاء الماضي بسبب البرد ونقص الرعاية الصحية أيضاً، وفقاً لما ذكرت شبكة "فرات بوست"، التي تُعنى بنقل أخبار المنطقة الشرقية.

وذكر مدير المخيمات التابعة للإدارة الذاتية في الحسكة، محمود كرو، أن "الضغوط كبيرة في المخيم على الجهات العاملة فيه، وبهذا الخصوص تعمل إدارته على فسح المجال للعوائل التي ترغب في مغادرته إلى بلداتها في ريف دير الزور، بشرط كفالة ألّا يكون لها صلة بتنظيم داعش"، مؤكداً أن "دفعة مكونة من 90 عائلة تستعد لمغادرة مخيم الهول اليوم".

وأوضح مصدر مطلع في المخيم، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد" أنّ "المنظمات العاملة في المخيم ناشدت في أكثر من مناسبة الأمم المتحدة ضرورة بذل جهود أكبر تجاه النازحين في المخيم الذي يضم نحو 70 ألفاً من النازحين"، مشيراً إلى أنّ ما يعرقل هذا الأمر، كون الأمم المتحدة تعمل بالتعاون مع شركاء لها داخل المخيم.

أما في ما يخص وسائل التدفئة، فأكد أنّ المتوافرة منها داخل مخيم الهول عبارة عن مدافئ تعمل بالمازوت، وأخرى باستخدام الغاز.

وفي تقرير صادر عنها في سبتمبر/ أيلول الماضي، قالت الأمم المتحدة إنّ هناك نحو 70 ألف شخص في مخيم الهول محتجزين في ظروف مزرية وغير إنسانية، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال دون سن الثانية عشرة، وجاء ذلك على لسان باولو بينيرو رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في الانتهاكات المرتكبة في سورية.

وبحسب التقرير، فإن 390 طفلاً ماتوا بسبب سوء التغذية أو لعدم معالجة جراحهم، وأكثر من 30 شريكاً في المجال الإنساني يواجهون ضغوطاً هائلة لتقديم الخدمات في مخيم الهول.


من جهتها، أوضحت مديرة مخيم واشوكاني في ريف الحسكة، فريال أحمد لـ"العربي الجديد"، أن المخيمات بشكل عام، ومنها مخيما الهول وواشوكاني، توفر الخدمات الطبية الإسعافية وبعض الخدمات الأخرى، وليس لديها الإمكان لتقديم العلاج للنازحين كافة، وهناك حالات تتطلب النقل إلى مشافٍ خاصة، نظراً لصعوبة التعامل معها في المخيمات الموجودة بريف الحسكة.
أما سلامة الحسين، من أبناء ريف دير الزور الشرقي، فقد حمّل مسؤولية وفاة الطفلة للجهات المشرفة على المخيم، لكون هذه الحوادث تكررت العام الماضي في فصل الشتاء، مطالباً باهتمام أكبر بالنازحين الموجودين في المخيم، وتلبية احتياجاتهم.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت وفاة 29 طفلاً في مخيم الهول في الفترة الممتدة ما بين شهري ديسمبر/ كانون الأول 2018 والحادي والثلاثين من يناير/ كانون الثاني 2019، معظمهم من الأطفال حديثي الولادة.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
وفد أممي في مخيم نازحين سوريين في إدلب - سورية - 14 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

زار وفد من الأمم المتحدة مدينة إدلب السورية، للاطلاع على أوضاع مواطنين سوريين وصلوا أخيراً بعد مغادرتهم لبنان وسط العدوان الإسرائيلي المتصاعد هناك.
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.