إغلاق مدارس في إيران بسبب التلوث والإنفلونزا وبرودة الطقس

15 ديسمبر 2019
إجراءات لمواجهة زيادة التلوث في طهران (عطا كناري/فرانس برس)
+ الخط -

اضطرت السلطات المحلية في محافظات ومدن إيرانية إلى إقفال المدارس طوال الأسبوعين الماضيين بعد تفشي الإنفلونزا في البلاد، قبل أن ينضم التلوث وبرودة الجو خلال الأيام الأخيرة إلى قائمة أسباب إغلاق المدارس والجامعات في البلاد، وخصوصاً في مناطق وسط إيران.
وعاد التلوث مجدداً إلى الواجهة قبل ثلاثة أيام، بعد أن خيّم ضباب كثيف على كثير من المدن، ومنها العاصمة طهران، ما دفع السلطات إلى اتخاذ جملة قرارات للحد من تداعياته الصحية، وبينها تعطيل المدارس اليوم الأحد. كذلك اضطرت سلطات محافظة طهران إلى تمديد إغلاق المدارس يوم غد الاثنين، بالإضافة إلى إغلاق الجامعات، باستثناء ثلاث مدن قريبة من محافظة مازندران الشمالية المطلة على بحر قزوين.
وأُلغي تنظيم جميع المسابقات الرياضية في الفضاءات المفتوحة، ومنها مباريات الدوري الإيراني، وأُغلقَت مناجم الرمال والمصانع التي تساهم في التلوث حتى إشعار آخر، وفقاً لنائب محافظ طهران للشؤون العمرانية، محمد تقي زادة.
وشملت تدابير مواجهة التلوث، وفقاً لما نقلت وكالة "تسنيم" عن شرطة المرور، تطبيق إجراءات مرورية خاصة اليوم وغداً، مع احتمال استمرارها لأيام إضافية. وتشمل الإجراءات توسيع الرقعة الجغرافية للمناطق التي يحظر دخول السيارات إليها، وتطبيق نظام السماح بقيادة السيارات وفق أرقام لوحاتها، وحظر دخول الشاحنات والمركبات الثقيلة إلى مدينة طهران.
ولحثّ سكان العاصمة على استخدام وسائل النقل العام، أعلنت لجنة طوارئ تلوث الهواء خفض أسعار تذاكر المترو والحافلات غداً الاثنين بنسبة 50 في المائة.

وحسب سلطات طهران، فإنّ أكثر من 80 في المائة من التلوث يعود إلى العدد الكبير من السيارات والدراجات النارية في المدينة، وقال رئيس بلديتها، بيروز حناجي، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لوكالة "فارس"، إنّ عدد المركبات في العاصمة يصل إلى 4 ملايين و200 ألف سيارة.
وليس تلوث الهواء مقتصراً على العاصمة الإيرانية، إذ انتقلت العدوى إلى كثير من المحافظات، وخصوصاً تلك الواقعة في وسط البلاد، وأعلنت محافظات "ألبرز" و"قم" و"قزوين" و"أصفهان" إقفال المدارس غداً الاثنين لمواجهة التلوث.
وحسب تقارير إعلامية، فإن الوضع في محافظة أصفهان الصناعية أسوأ من طهران، إذ وصل مؤشر التلوث إلى 150 درجة، بينما معدله في العاصمة 144 درجة. ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن رئيس مجموعة رصد تلوث الهواء في منظمة حماية البيئة، شهرام سبهر نيا، أن "الهواء في 11 مدينة إيرانية صناعية أو مكتظة بالسكان غير صحي لجميع الفئات العمرية، وخصوصاً الأطفال والشيوخ ومرضى القلب والرئة والحوامل"، داعياً إياهم إلى عدم مغادرة البيوت.
وفي الأثناء، أعلن المتحدث باسم منظمة الإسعاف الإيرانية، مجتبى خالدي، لوكالة "إيسنا" مساء الأحد، أن "1541 شخصاً راجعوا المراكز الصحية والمستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، بسبب مشاكل قلبية وتنفسية. معظم المراجعين كانوا من محافظات طهران وأصفهان وألبرز، وتصدرت طهران بـ1051 مراجعة".

ودفعت برودة الجو والخشية من الإنفلونزا سلطات محافظة بوشهر (جنوب) إلى إعلان إقفال المدارس غداً الاثنين، باستثناء منطقتين. وحسب تقارير إعلامية وصحية، فإن التلوث يزيد من خطورة انتشار الإنفلونزا، وهو ما شكل دافعاً إضافياً لدى السلطات لإغلاق المدارس.
وفي ضوء عدم تنبؤ الأرصاد الجوية بموجات أمطار أو رياح خلال الأيام القادمة في معظم المناطق الإيرانية، من المتوقع أن يستمر التلوث، ومعه إغلاق المدارس.

من جهتها، كشفت رئيس لجنة الصحة والبيئة بمجلس بلدية طهران، زهرا صدر أعظم نوري، الأحد، أن دراسة أجرتها جامعة طهران، أكدت أن "خطة خفض تلوث الهواء والإجراءات المرورية قللت 6 إلى 7 في المائة من نسبة التلوث بعد إجبار أصحاب السيارات على إخضاعها للفحص الفني بشكل دوري، وإدارة طلبات الرحلات اليومية الداخلية"، ودعت إلى نقل مصنع إسمنت طهران إلى خارج العاصمة باعتباره يشكل مصدرا أساسيا للتلوث.
وأكدت أن "مجلس بلدية طهران لا ينتظر أن يؤدي تنفيذ المشروع المروري إلى تنقية جو طهران، لأن هناك عوامل متعددة تتسبب بزيادة التلوث، لكن المشروع أحد مجموعة إجراءات وتدابير تساهم في تحسين الوضع في العاصمة".

وأعلن نائب وزير الصحة، علي رضا رئيسي، أن تلوث الهواء في بعض المناطق بمحافظات طهران وأصفهان وخوزستان وفارس وصل إلى 30 ضعف الحد المسموح به.
وقال رئيس دائرة الوقاية من الأمراض المعدية في وزارة الصحة، حسين عرفاني، إن 15 إيرانياً توفوا خلال الأسبوع الماضي بسبب الإصابة بالإنفلونزا، ليرتفع عدد الضحايا إلى 96 شخصاً.
وأكد عرفاني لوكالة "إيلنا" العمالية، أن عدد مراجعي المستشفيات بسبب الإنفلونزا تراجع في معظم المحافظات الإيرانية، لكنه لم ينفِ إمكانية حدوث موجات ثانية وثالثة للمرض، مشيراً إلى أنها ترتبط بأمرين، هما الظروف البيئية، ومدى اهتمام المجتمع بالتعليمات الصحية الفردية والعامة.​

دلالات
المساهمون